يُعتبر تناول المخ من الأطعمة التقليدية التي تدخل في ثقافات غذائية متعددة، حيث يراه كثيرون غذاءً ذي قيمة غذائية عالية ويمد الجسم بالطاقة والعناصر الأساسية. إلا أن تناول المخ يثير العديد من التساؤلات حول تأثيره الصحي، وخاصة ارتباطه بنسبة الدهون ومستوى الكوليسترول في الدم. تختلف التأثيرات الناتجة عن استهلاك المخ على الجسم بحسب الكمية وطريقة التحضير، الأمر الذي يدفع خبراء التغذية للتركيز على فوائد ومخاطر المخ عند إدراجه في الأنظمة الغذائية.
المخ يقدم عدة فوائد صحية؛ فهو غني بالأحماض الدهنية المفيدة مثل أوميغا 3 التي تلعب دوراً في تقوية صحة الدماغ والقلب. إلى جانب ذلك، يحتوي على الكوليسترول الذي يعد عنصراً رئيسياً في بناء الهرمونات وخلايا الدماغ، بشرط ألا يتم الإفراط في استهلاكه. المخ كذلك مصدر مهم لفيتامين B12، والحديد والفوسفور والسيلينيوم، وهذه العناصر أساسية لدعم الجهاز العصبي وتكوين كريات الدم. يتميز المخ أيضاً بتوفيره نفس أنواع الدهون التي تساعد في تقوية وظائف الدماغ، ما يجعله خياراً جيداً إذا أدرج ضمن نظام غذائي معتدل.
في المقابل، هناك بعض الأضرار التي قد تظهر مع كثرة تناول المخ، ففي كل 100 غرام قد يوجد نحو 2000 ملغ من الكوليسترول، وهي كمية تمثل ستة إلى سبعة أضعاف الحد اليومي الموصى به طبياً. الإفراط في تناوله يرتبط باحتمالية ارتفاع خطر الإصابة بتصلب الشرايين أو زيادة ضغط الدم وكذلك أمراض القلب، خاصة لدى الأشخاص المصابين سابقاً بهذه المشكلات. وبالإضافة لذلك، هناك مخاطرة نادرة لكن موجودة للإصابة بأمراض عصبية معدية نتيجة استهلاك مخ الحيوان المصاب بمرض مثل جنون البقر، خاصة إذا لم يكن الطعام آمناً تماماً. كما أن المخ من الأطعمة مرتفعة السعرات الحرارية والدهون، مما قد يسهم في زيادة الوزن إذا لم يؤكل ضمن حمية صحية.
تناول المخ قد يحمل فوائد إذا تم الالتزام بالاعتدال، بحيث يستهلك مرة أو مرتين في الشهر، خصوصاً عند الأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من مشاكل الكوليسترول أو أمراض القلب. أما الأفراد المصابون بارتفاع الدهون أو من يتبعون نظاماً غذائياً لتقليل الوزن أو الحفاظ على القلب، فيُنصحون بالحذر الشديد أو تجنب الإفراط في تناوله.
ولتقليل المخاطر، ينصح خبراء الصحة بطهي المخ عبر السلق بدلاً من القلي، بالإضافة لتناوله مع خضروات أو أطعمة غنية بالألياف حتى تقلل من امتصاص الدهون في الجسم. أيضاً يفضل الامتناع عن تناوله مع أطعمة دهنية أخرى في نفس الوجبة للحفاظ على الصحة العامة.
