
أظهرت دراسة إكلينيكية حديثة نشرتها المكتبة الهندية للطب نتائج مهمة بشأن دور زيت حبة البركة في علاج آلام التهاب المفاصل، حيث بينت التجربة أن الزيت يتمتع بفعالية ملحوظة في تخفيف أعراض خشونة الركبة، دون ظهور آثار جانبية مشابهة لتلك التي عادة ما تصاحب مضادات الالتهاب أو المسكنات الكيميائية التقليدية، مما يفتح الباب أمام المرضى للبحث عن بدائل طبيعية أكثر أماناً. وأكد التقرير الذي تناقلته عدة وسائل إعلامية من بينها موقع تايمز أوف إنديا أهمية هذا الاكتشاف بالنسبة لمرضى التهاب المفاصل، الذين يعانون من تراجع في جودة حياتهم نتيجة الآلام المستمرة والتأثيرات السلبية للعلاجات الطويلة الأمد.
اعتمدت التجربة الجديدة على توزيع 116 شخصاً ممن تراوحت أعمارهم بين الخمسين والسبعين، وتم تشخيصهم بخشونة في مفصل الركبة، على مجموعتين بشكل عشوائي وبطريقة مزدوجة التعمية. تلقت المجموعة الأولى جرعة مقدارها 2.5 مل من زيت حبة البركة كل ثماني ساعات، بينما أعطي أفراد المجموعة الثانية دواء وهمياً بجرعات مماثلة، واستمر العلاج الكامل لمدة شهر. أنهى 106 مشاركين التجربة حتى نهايتها، بواقع 52 في مجموعة زيت حبة البركة و54 في المجموعة الضابطة.
في نتائج الدراسة، لوحظ تحسن في آلام المفاصل ووظائفها لدى المستخدمين لزيت حبة البركة بنسبة تجاوزت 27 بالمئة مقارنة بنسبة 1 بالمئة فقط في المجموعة الأخرى. كما سجل انخفاض حاد في متوسط شدة الألم وصل إلى قريب من 34 بالمئة، في حين أن المجموعة الضابطة لم يتجاوز هذا الانخفاض حاجز 9 بالمئة. وعلى صعيد آخر، رصدت التجربة تراجعاً واضحاً في الحاجة إلى تناول أقراص المسكنات مثل الأسيتامينوفين بين المشاركين الذين استخدموا زيت حبة البركة.
ويُعرف عن بذور حبة البركة أنها كانت جزءاً أساسياً من الطب التقليدي على مدى قرون طويلة، نظراً لانخفاض تكلفتها وتوفرها الواسع وحدود آثارها الجانبية، فضلاً عن غناها بالبروتينات والألياف والدهون المفيدة، والأحماض الأمينية المتنوعة كالثيموكوينون المكوّن الرئيسي فيها. هذه المادة تملك خواص قوية مضادة للالتهاب والأكسدة، كما أن لها آثاراً فعالة أخرى في مكافحة البكتيريا. ويمتد التأثير العلاجي لحبة البركة ليشمل أمراضاً مزمنة مختلفة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم إضافة لقائمة طويلة من أنواع العدوى البكتيرية والفيروسية والتهابات الجهاز المناعي، إلى جانب دورها المحتمل في تقوية فعالية الأدوية التقليدية، وخفض معدلات تطور مقاومة الأدوية في العديد من الحالات.