صناعة العقال من شعر الماعز: حرفة يدوية تقليدية تواصل جذب الأجيال

صناعة العقال من شعر الماعز: حرفة يدوية تقليدية تواصل جذب الأجيال
صناعة العقال من شعر الماعز: حرفة يدوية تقليدية تواصل جذب الأجيال

حرفة صناعة العقال من شعر الماعز تعد واحدة من المهن التقليدية التي لا تزال تجد مكانها في الأسواق الشعبية بمنطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية، رغم التطور الصناعي وتراجع أعداد العاملين فيها. يرتبط العقال ارتباطاً وثيقاً بالزي الوطني السعودي ويمثل جزءاً من الهوية الرجالية، إذ يُصنع يدوياً بخطوات متقنة تعتمد بشكل أساسي على متانة ومرونة شعر الماعز الذي يتوافر في المنطقة بفضل غناها بالثروة الحيوانية، ما يساعد على استمرارية هذه الصناعة رغم التحديات الحديثة.

عملية إنتاج العقال تمر بعدة مراحل متسلسلة تبدأ بوضع حشوة قطنية بيضاء على أداة مخصصة، ثم تغطى الحشوة بطبقة قطنية سوداء، ليأتي بعدها لف خيط أسود خارجي طبيعي أو صناعي باستخدام أسلوب الغزل اليدوي الدقيق. وتتمثل المرحلة التالية في ما يعرف بـكسرةالعقال، حيث يتم ربط نهايتيه وعقدهما جيداً، ثم عملية تدريسه أي حياكة الأطراف وتغطية العقدة. يستخدم الحرفيون قالباً ومدقة خشبية لموازنة الوزن وتحديد المقاس بدقة حتى الحصول على الشكل النهائي خلال نحو ثلاثين دقيقة.

من جانبه أفاد الحرفي مصطفى عبدالله من مدينة عرعر والذي يعمل في هذه الحرفة منذ أكثر من أربعة عقود أنه تعلم مهارة صناعة العقال منذ طفولته على يد عمه، ويشير إلى استمرار الاهتمام بالعقال اليدوي خاصة من جانب كبار السن وعشاق التراث، لا سيما خلال الاحتفالات الوطنية والاجتماعية. ويرى متابعو التراث الشعبي في المنطقة أن وفرة الحيوانات المحلية تضمن توفر الخامات الأساسية وتمنح فرصة حقيقية لإحياء الحرفة وتعزيز حضورها في مجتمع اليوم.