
شهدت أسعار الذهب في السوق المصرية ارتفاعا ملحوظا خلال تداولات المساء، حيث زاد سعر جرام الذهب نحو 15 جنيها، وسط تحركات سعرية جانبية لعيار 21 الأكثر إقبالا بين المشترين. هذا التحرك السعري يأتي في ظل حالة من عدم اليقين تؤثر على أسواق الذهب بفعل التطورات الأخيرة على ساحة الاقتصاد العالمي، خاصة عقب صدور بيانات التضخم القوية الخاصة بالمنتجين أواخر الأسبوع الماضي، والتي انعكست على توقعات السياسات النقدية المقبلة في الولايات المتحدة.
سجل سعر جرام الذهب عيار 24 في مصر 5205 جنيهات، بينما بلغ سعر عيار 22 نحو 4772 جنيها. وحقق عيار 21 الأكثر مبيعا في السوق 4555 جنيها، فيما استقر سعر جرام الذهب عيار 18 عند 3904 جنيهات، وسجل الذهب عيار 14 حوالي 3036 جنيها للجرام.
تواصل الأسواق العالمية متابعة تطورات السياسة النقدية الأمريكية، حيث أدى ارتفاع التضخم إلى تقليص التوقعات بخفض كبير لأسعار الفائدة خلال شهر سبتمبر المقبل، على الرغم من أن الاحتمالية ما زالت مرتفعة بنسبة 84% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس وفقا لتقييمات المتعاملين. في المقابل، لم يصدر رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول مواقف واضحة بهذا الشأن، وألمح إلى استمرار حالة الغموض بشأن أثر الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على مستويات التضخم. وتترقب الأسواق تصريحات باول المنتظرة يوم الجمعة، بحثا عن مؤشرات إضافية حول اتجاه السياسة النقدية الأمريكية في المرحلة المقبلة.
على الصعيد الجيوسياسي، تابعت الأسواق بحذر التطورات المتعلقة بمحاولات الولايات المتحدة لعب دور الوساطة في التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا. وتعهد ترامب بتوفير ضمانات أمنية لكييف بعد اجتماعه مع مسؤولين أوكرانيين وأوروبيين، لكن لم تتضح حتى الآن ماهية هذه التدابير الأمنية أو إمكانية تحقيق تقدم فعلي في مسار التهدئة بين الطرفين. يأتي ذلك في ظل استمرار الغموض حول موقف روسيا من وقف إطلاق النار والمفاوضات السلمية، خاصةً عقب التصعيد العسكري الأخير الذي شهدته الأراضي الأوكرانية رغم مطالبات الغرب بإنهاء الأعمال العسكرية.