
يعتبر التهاب القولون التقرحي من الأمراض التي تشكل خطراً على صحة المصابين به، إذ يؤثر بشكل بالغ في حياتهم اليومية ويتطلب متابعة دقيقة من الأطباء. يوضح الدكتور معتز القيعي استشاري التغذية العلاجية أن هذا المرض يعد من أخطر الاضطرابات المزمنة التي تصيب الجهاز الهضمي، ويتميز بكونه حالة مناعية ينتج عنها حدوث التهابات وتقرحات داخل بطانة الأمعاء الغليظة والمستقيم، وتنعكس آثاره على شكل اضطرابات هضمية مستمرة وآلام شديدة.
الأطباء يلفتون إلى أن الأسباب الحقيقية للإصابة بالقولون التقرحي لا تزال غير معروفة على وجه التحديد، غير أن الأبحاث ترجح ارتباط المرض بعوامل وراثية ومناعية وكذلك العوامل البيئية. ويشير المختصون إلى أن هذه الحالة تختلف تماماً عن تهيج القولون العصبي المعروف، فكلاهما يتسم بأعراض متشابهة إلا أن الالتهاب التقرحي يتميز بوجود تقرحات قد تؤدي لنزيف أحياناً.
هناك مجموعة من الأعراض التي تظهر على المصابين بالقولون التقرحي ولا يمكن تجاهلها، أبرزها الإسهال المتكرر والذي قد يكون مصحوباً بالدم أو المخاط، هذا إلى جانب آلام وتقلصات البطن واضطرابات في الوزن وضعف عام في الجسم، فضلاً عن شعور دائم بالإرهاق حتى في أوقات الراحة وعدم بذل مجهود.
يحذر الدكتور معتز القيعي من مضاعفات خطيرة قد تحدث في حال عدم الاهتمام بمتابعة القولون التقرحي، مثل نزيف داخلي حاد أو حصول ثقب في جدار القولون، ولا يقتصر الأمر على ذلك حيث ترتفع احتمالية الإصابة بسرطان القولون مع مرور الزمن في حال استمرار الالتهاب دون علاج فعال.
طرق العلاج تعتمد أساساً على السيطرة على الالتهاب وضبط نشاط الجهاز المناعي. ويشمل ذلك تناول أدوية مضادة للالتهاب وفق إرشادات الطبيب، والحرص على نظام غذائي متوازن يركز على تناول أطعمة سهلة الهضم مع تجنب الأطعمة الدسمة والحارة. كما قد تستدعي بعض الحالات المتقدمة الخضوع لتدخل جراحي عندما تصبح الأدوية غير فعالة في السيطرة على الأعراض.
ينصح الخبراء بضرورة اتباع نمط حياة صحي يشمل النوم الكافي، تقليل التوتر، وممارسة أنواع خفيفة من الرياضة، إلى جانب أهمية المتابعة الطبية المنتظمة لملاحظة أي تغيرات أو تدهور في الحالة. ويلعب الدعم النفسي دوراً محورياً في تمكين مريض القولون التقرحي من التكيف مع المرض ومزاولة حياته بشكل أقرب ما يكون للطبيعي، لا سيما إذا تم التشخيص في مراحل مبكرة واتباع خطة علاجية مناسبة.