
تعيش أسواق الذهب العالمية حالة من الترقب في الأيام الأخيرة، إذ ينتظر المستثمرون تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خلال ندوة جاكسون هول الجمعة المقبلة، حيث يأمل الجميع في الحصول على مزيد من التوضيحات بشأن سياسة خفض أسعار الفائدة الأمريكية في الفترة القادمة، وسط تزايد الغموض حول مستقبل الاقتصاد في ظل المستجدات الدولية. وقد ساهمت بيانات التضخم القوية التي صدرت عن المنتجين الأسبوع الماضي في تعزيز هذا الغموض، بعدما أثارت القلق إزاء تأثير الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة دونالد ترامب على التضخم المتوقع.
في سياق متصل، استمر باول في الإشارة إلى حالة من عدم اليقين بخصوص الإجراءات النقدية المقبلة، حيث شدد على أن أسعار الفائدة والسياسة النقدية لا تزالان مرهونة بتطورات الوضع الاقتصادي العالمي والتداعيات الناتجة عن تصعيد الرسوم الجمركية. وترى الأسواق أن هناك احتمالاً نسبته 84 بالمئة أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الشهر المقبل، رغم أن الرهانات على هذا الإجراء شهدت تراجعاً طفيفاً بعد إعلان بيانات التضخم الأخيرة.
من جانب آخر، تواصلت حالة التوتر على الساحة السياسية الدولية مع استمرار الجهود الأمريكية للتوصل إلى معاهدة سلام بين موسكو وكييف، خاصة بعد تعهد ترامب في بداية الأسبوع بمنح كييف ضمانات أمنية عقب اجتماع قمة جمعه مع القادة الأوكرانيين والأوروبيين. مع ذلك، ظلت الإجراءات الأمنية المحتملة التي قد تتخذها الولايات المتحدة غير واضحة حتى الآن، بينما لم تعلن روسيا موقفاً صريحاً حيال وقف إطلاق النار، لاسيما بعد تنفيذها هجوماً جوياً مكثفاً على الأراضي الأوكرانية خلال الفترة الأخيرة، رغم المطالبات الأوروبية والأمريكية بوقف الأعمال القتالية.
أما بالنسبة لأسعار الذهب محلياً، فقد سجل عيار 24 قيمة 5205 جنيهات، فيما بلغ سعر عيار 22 نحو 4772 جنيهاً، وسعر عيار 21 وصل إلى 4555 جنيهاً، أما العيار 18 فسجل 3904 جنيهات، وعيار 14 بلغ 3036 جنيهاً. يتابع المتعاملون هذه التغيرات الدقيقة في الأسعار وتطورات الأداء في الأسواق المالية ترقباً لأي مؤشرات سواء من الاحتياطي الفيدرالي أو من الساحة السياسية العالمية قد تؤثر على الاستقرار الاقتصادي ومستقبل الذهب.