يكشف النجم المصري محمد صلاح سر استمراريته المذهلة في الملاعب العالمية وتحديه لعامل الزمن ببلوغه الثالثة والثلاثين عاما دون أن تظهر عليه أي بوادر للتراجع. فمسيرته الحافلة بالإنجازات والتي توجت بفوزه التاريخي بجائزة أفضل لاعب من رابطة اللاعبين المحترفين ثلاث مرات لم تأت من فراغ بل هي نتاج التزام صارم يمتد من الملعب إلى مائدة طعامه.
يكمن جزء كبير من تفوق صلاح البدني في نظامه الغذائي الصارم حيث يبتعد بشكل كامل عن تناول الخبز ومنتجات الألبان والسكر مما يمنح جسده القدرة على الاستشفاء السريع والحفاظ على أعلى مستويات الأداء. هذا النهج الغذائي هو أحد الأركان الأساسية التي يعتمد عليها للحفاظ على لياقته الاستثنائية التي تميزه عن غيره من اللاعبين.
ويُعرف عن صلاح انضباطه الشديد والتزامه بروتين استشفاء ذكي وخيارات حياتية مدروسة وهو ما يفسر صلابته البدنية اللافتة. فعلى الرغم من تعرضه لإصابة قصيرة في كأس الأمم الإفريقية 2024 لم يغب صلاح سوى عن عشر مباريات فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال أكثر من ستة مواسم قضاها مع ليفربول.
ويشير خبير الأداء الدكتور بن روزنبلات إلى أن القوة المحورية لجسم صلاح وخاصة قوة الدوران تعد عاملا أساسيا في مرونته وقدرته الفائقة على المناورة في المساحات الضيقة وتجنب الالتحامات الخطرة. هذه القوة الأساسية هي التي تمنحه الثبات والمرونة في الأوقات الحاسمة.
لقد حول صلاح منزله إلى ما يشبه الحصن المخصص للتعافي البدني إذ جهزه بأحدث التقنيات مثل غرفة العلاج بالتبريد وخزان الأكسجين عالي الضغط بالإضافة إلى صالة رياضية متكاملة تتيح له مواصلة تمارينه في أي وقت.
ولا يقتصر روتين صلاح على الجانب البدني فقط بل يمتد ليشمل تمارين البيلاتس واليوغا التي تحسن من مرونته واستقراره وتساعده على التحكم في انفعالاته. كما يواظب على تمارين التنفس والتأمل مستلهما أساليب رياضيين عالميين مثل مايكل فيلبس للسيطرة على الضغوط وتصور النجاح قبل المباريات.
ومع مرور السنوات تطور أسلوب لعب صلاح ليحافظ على طاقته ويظل مؤثرا ففي عهد المدرب الجديد آرني سلوت قلل من الركض بدون كرة والتسارعات عالية الكثافة. لكن هذا التغيير لم يؤثر على خطورته حيث سجل أكبر عدد من الهجمات التي بدأت بالركض وأسفرت عن تسديدات منذ موسم 2018-2019 كما سجل سرعة قياسية شخصية بلغت 31.1 كيلومتر في الساعة الموسم الماضي مما يثبت احتفاظه بسرعته الانفجارية.
