
برزت الدبلوماسية السعودية كعنصر جوهري في مساعي تحقيق التوازن ضمن المشهد السوري المعقد، حيث اتسم هذا الملف بتشابك اللاعبين الإقليميين والدوليين وتشعب المصالح والتوجهات. لعبت السعودية أدواراً متنوعة في الملف السوري بدءاً من دعم بعض أطياف المعارضة خلال سنوات الصراع الأولى، وصولاً إلى تبني نهج الحوار ودعم المساعي السياسية لإيجاد تسوية شاملة تتوافق مع قرارات الشرعية الدولية.
مع تصاعد الجهود الدولية لإنهاء الصراع السوري، حافظت السعودية على مقاربتها المبنية على البحث عن حلول سياسية تنهي معاناة الشعب السوري وتوقف التصعيد العسكري وتضمن وحدة الأراضي السورية. عملت الرياض على الجمع بين رؤى القوى الفاعلة في المنطقة وإشراكها في حوارات ترمي للوصول إلى حل يخرج البلاد من دوامة الحرب.
أدت التحركات السعودية، سواء من خلال المؤتمرات الدولية أو المشاورات الثنائية والإقليمية، إلى إبراز أهمية دور الدول العربية في معالجة الأزمة، مع التأكيد على ضرورة احترام إرادة السوريين وضرورة إشراكهم في أي ترتيبات مستقبلية. وفي أكثر من مناسبة دعت المملكة إلى معالجة الجوانب الإنسانية والسياسية والاقتصادية للأزمة السورية بشكل متوازٍ، ومواصلة دعم المنظمات الإنسانية والجهود الأممية لتحقيق الاستقرار.
جاء التحول في السياسات الإقليمية، وخاصة من جانب بعض الدول العربية، ليدفع المملكة إلى تعزيز وتكثيف جهودها الدبلوماسية عبر قنوات مختلفة، في إطار مساعيها لإعادة سوريا إلى محيطها العربي ودعم مسيرة الاستقرار والتنمية في المنطقة.