
محافظة الطائف تشهد هذه الأيام نشاطاً سياحياً غير مسبوق مع تزايد أعداد الزوار القادمين من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج. الطبيعة الخلابة للطائف ومناخها المعتدل جعلاها مقصداً مفضلاً للسياحة الداخلية، خاصة مع تنوع الأحداث والمهرجانات التي تقام في فصل الصيف. هذا النمو الملحوظ في الحركة السياحية أدى إلى ارتفاع نسب إشغال الوحدات السكنية المعدة لاستقبال السياح، حيث وصلت في بعض المواقع إلى 90% وفق بيانات تطبيقات الحجز، والتي أوضحت كذلك محدودية الخيارات المتاحة أمام الراغبين في الحجز، بما يدل على حجم الطلب المرتفع.
بيانات القطاع السياحي أوضحت أن عدد الزوار من داخل المملكة وخارجها في عام 2024 تجاوز 3.6 مليون سائح، مسجلاً زيادة قدرها 9% عن عام 2023، كما بلغ إجمالي الإنفاق السياحي السنوي نحو 3.4 مليار ريال. عدد الغرف الفندقية ارتفع أيضاً ليصل إلى 10220 غرفة بنهاية يونيو 2025، بينما بلغ عدد التراخيص الممنوحة للمنشآت السياحية 266 ترخيصاً.
من جانبه أشار مشعل السفياني، أحد المزارعين في المحافظة، إلى أن السياحة الزراعية صارت محركاً مهماً لاستقطاب الزوار، خاصة في مناطق مثل الشفا والهدا. وتتميز هذه المناطق بمزارعها المنتجة للورد الطائفي والفواكه المختلفة مثل التين والعنب والرمان، بالإضافة إلى البنية الريفية والوجبات الشعبية التي تبرز الطابع التراثي للمحافظة. كما تشمل الأنشطة السياحية الفريدة في هذه المناطق تجربة قطف الفواكه، زيارة معامل الورد، ركوب الخيل، بالإضافة إلى الإقامة في النزل الريفية وتذوق الطعام المحلي.
المزارعون في الطائف يحرصون على تهيئة مزارعهم على مدار العام لاستقبال الزوار وتنظيم فعاليات متنوعة داخلها، ما يساعد على إبراز قيم الضيافة والتراث ضمن بيئة زراعية هادئة وطبيعة خلابة. كما تبرز الفعاليات الموسمية مثل مهرجان الورد ومهرجان البرشومي ومهرجان العسل، إلى جانب القرب الجغرافي للمحافظة من مكة المكرمة والرياض وسهولة الوصول إليها عبر الطرق الحديثة.
عدد من الزوار أشاروا إلى أن الوجهات الأكثر جذباً هي مناطق الهدا والشفا ووسط مدينة الطائف، حيث يوجد العديد من الأسواق الشعبية والفعاليات التي تستهوي العائلات والأفراد على حد سواء.