
تشهد المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي في المدينة المنورة أزمة متفاقمة في توفر مواقف السيارات، خاصة خلال مواسم الازدحام ومع ارتفاع أعداد الزوار سنوياً. معظم المواقف الأرضية باتت مخصصة للمشتركين، ما يعقّد مهمة العثور على أماكن توقف للزوار ويدفعهم للبحث في مناطق أبعد، وهو ما يضاعف معاناة كبار السن وذوي الإعاقة بسبب السير لمسافات طويلة تحت ضغط الازدحام.
ويؤدي النقص في المواقف القريبة إلى مشكلات متنوعة، بحسب الدكتور محمد أنور البكري نائب رئيس المجلس البلدي السابق، من بينها تفاقم الاختناقات المرورية حول المسجد النبوي وازدياد الانبعاثات الناتجة عن العوادم، إضافة إلى تراجع النشاط الاقتصادي في المنطقة المركزية بسبب تردد كثير من الزوار في استخدام سياراتهم. كما أشار البكري إلى أن عدداً من المشتركين في المواقف الأرضية غالباً لا يقيمون داخل المدينة المنورة ويتركون مواقفهم فارغة سوى في أوقات محددة، ما يجعل الاستفادة منها ضعيفة أغلب شهور السنة. واقترح البكري فتح هذه المواقف للزوار قبل أوقات الإقامة بـعشر دقائق مقابل رسوم رمزية.
دعا البكري أيضاً إلى استمرار خدمات النقل الترددي من جميع الجهات باتجاه المسجد النبوي طوال أيام السنة وعدم اقتصارها على المواسم، حيث أن هذا الحل يخفف من الضغط على المواقف ويسهّل وصول السكان والزوار معاً، لكنه نبّه إلى وجود ازدحام شديد على النقل الترددي في ليالي ذروة رمضان مثل ليلة 27 وليلة التختيم، ما يتطلب رفع عدد الحافلات وتطوير آليات التنظيم وتقليل التكدس.
من جانبه يرى المهندس كمال القبلي أن مجابهة الأزمة تحتاج إلى حلول متكاملة تشارك في إعدادها جميع الجهات المختصة. ودعا لدراسة تأسيس شركات متخصصة بإدارة مواقف السيارات وإنشاء مواقف ذكية متعددة الطوابق سواء تحت الأرض أو فوقها في مواقع قريبة من المسجد النبوي أو على أراضٍ مستأجرة. كما طرح ضرورة تطوير شبكة نقل عام واسعة وحديثة تربط أطراف المدينة بالمنطقة المركزية، مع توفير حافلات حديثة مريحة وتأسيس محطات رئيسة مجهزة بمواقف للسيارات على أطراف المدينة تشجّع الزوار على ترك مركباتهم واستقلال وسائل النقل الجماعي.
أضاف القبلي ضمن اقتراحاته دراسة جدوى تشغيل قطار خفيف أو ترام يربط المنطقة المركزية بالمواقف البعيدة، مع اعتماد تطبيقات إلكترونية لعرض حالة المواقف المتاحة لحظياً وتسهيل عمليات الحجز والدفع الإلكتروني. ونوّه إلى أهمية تركيب أنظمة توجيه ذكية وليدات إرشادية إلكترونية متحركة داخل وحول المواقف، توضح أماكن التوقف الشاغرة والمسارات الأقل ازدحاماً، لتقصير مدة البحث عن موقف وتخفيف الضغط المروري.