
هيئة تطوير المدينة المنورة أصدرت تقرير أطلس الذي يعد الأول من نوعه على المستوى الوطني والعالمي في رصد أوضاع التنمية المستدامة في أحياء المدينة، حيث يقدم تحليلاً مفصلاً بناءً على مؤشرات حضرية متقدمة تتوافق مع أهداف رؤية السعودية 2030 وتطلعات تحقيق التنمية المستدامة. ويعتمد التقرير على بيانات دقيقة متنوعة تشمل أحدث الإحصائيات والمسوحات الاجتماعية والاقتصادية، إضافة إلى مؤشرات جودة الحياة الدولية والمحلية، ويهدف لضمان جودة الخدمات المقدمة للسكان وتحقيق التنمية المتوازنة في جميع المناطق.
التقرير شمل دراسة أوضاع 70 حياً بهدف تشخيص التحديات وتحديد الفرص بشكل منفصل لكل حي. كما استعرض تحليل الفجوات التنموية واقترح سياسات وخطط لتوزيع الاستثمارات وتحقيق العدالة المكانية في توزيع الخدمات. ويساعد هذا التحليل صناع القرار في ترتيب الأولويات للعمل على تطوير البنية التحتية والخدمات، مع التركيز على تغطية الاحتياجات ومواكبة المبادرات الوطنية والدولية ذات الصلة.
تم تطوير تطبيق إلكتروني خاص على منصة منارة لاستعراض نتائج الأطلس وتقديم أدوات تحليل حضري متطورة، مما يدعم الجهات الحكومية والشركاء في اتخاذ القرارات المبنية على بيانات حديثة وموثوقة.
بالنسبة لقطاع الإسكان، سجل 66 حياً أداءً جيداً وحققت أكثر من ثلث الأحياء نسب تفوق 95٪ في مؤشر جودة السكن. أما في قطاع النقل والبنية التحتية، فقد أشار التقرير إلى أن 21 حياً سجلت نسبة 100٪ في جودة المرور والطرق، وحقق 54 حياً تميزاً في مؤشرات النقل الحضري المستدام، بينما أبدى 96.2٪ من السكان رضاهم عن حالة الطرق.
من ناحية الخدمات الأساسية، تغطي شبكة الكهرباء 99.5٪ من المدينة مع وجود 53 حياً بتغطية كاملة، وشبكة الاتصالات تصل نسبتها إلى 100٪ في 50 حياً، فيما حصل 45 حياً على تغطية كاملة بشبكة المياه العامة. وتصل نسبة تغطية الصرف الصحي 100٪ في 22 حياً، في حين تعتبر أحياء العاقول ووادي البطان ورقان والسكب الأقل حظاً من حيث الخدمات التحتية.
في مجال التعليم، أبدى السكان في 37 حياً رضا بنسبة 100٪ عن الخدمات التعليمية، وحققت أغلب المدارس انتشاراً كاملاً في 52 حياً. أما بالنسبة للخدمات الصحية، فجاءت تغطية المستشفيات كاملة في 48 حياً، لتواكب بذلك الغايات الوطنية في ضمان التغطية الصحية الشاملة.
سجلت القطاعات الاجتماعية والثقافية الرياضية مشاركة نشطة للسكان في 35 حياً، فيما حققت غالبية الأحياء درجات عالية في مؤشرات الأمن والسلامة، إذ بلغت نسبة رضا السكان عن الأمان في أحيائهم 96.2٪ ووصلت إلى 100٪ في 50 حياً. وحصلت 49 حياً على تغطية أمنية كاملة بخدمات الشرطة.
تحليل التقرير صنف أحياء المدينة إلى ثلاث مجموعات رئيسية هي الأحياء غير المخططة، والأحياء الطرفية المخططة، وأحياء مكتملة الخدمات، ليتم بناءً على ذلك اقتراح تدخلات ومبادرات تهدف لاستكمال البنية التحتية الأساسية، وتحفيز الكثافة السكانية في المناطق المخططة لتحقيق أفضل كفاءة واستدامة في الخدمات.
الدكتور حميد الأحمدي، مختص الأمن الفكري، أوضح أن الأطلس يدعم الاستقرار الفكري والاجتماعي ويعزز عمل القطاعات المختصة، فيما أشار المستشار الإعلامي عبدالغني القش إلى أن التقرير تميز بالشفافية واعتمد أحدث الأساليب الإحصائية، وأسهم فعلياً في تحسين جودة الحياة لسكان المدينة المنورة.