تزايدت التساؤلات في أوساط المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية حول الوضع الغذائي في غزة، خاصة في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة ونقص الإمدادات الحيوية للسكان. ويثير تدهور الأمن الغذائي في القطاع مخاوف من الوصول إلى نقطة المجاعة، كما تتابع فرق الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة التطورات الميدانية بشكل وثيق لتقدير المخاطر المتزايدة على صحة المدنيين هناك. وقد أشارت تقارير مؤسسات تابعة للأمم المتحدة إلى أن شريحة كبيرة من السكان تواجه حالات جوع حاد، في وقت يصعب فيه إدخال المساعدات الإنسانية بشكل كاف.
تعلن المجاعة رسمياً عندما تتخطى بعض المؤشرات الإنسانية المعايير المعتمدة لدى منظمات مثل برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة، وتحدد هذه الجهات ثلاثة معايير أساسية: أن يعاني 20 بالمئة من السكان على الأقل من نقص شديد في الغذاء، أن تتجاوز نسبة سوء التغذية الحاد بين الأطفال 30 بالمئة، وأن يرتفع معدل الوفيات بشكل ملحوظ بسبب أسباب مرتبطة مباشرة بالجوع وسوء التغذية.
وحسب المعايير الدولية يلتزم المجتمع الدولي ومؤسسات الإغاثة بإصدار تحذيرات وتصنيفات رسمية للمجاعة فقط بعد تحقق تلك العوامل الثلاثة معًا. وتشير بيانات حديثة صادرة عن تقارير أممية إلى أن بعض مناطق غزة اقتربت من مستويات حرجة للغاية، حيث تم رصد ارتفاع معدلات سوء التغذية خاصة بين الأطفال، وظهرت حالات وفيات مرتبطة بالجوع، إلى جانب انهيار سلاسل الإمداد الغذائية وافتقار العائلات لمصادر الغذاء الأساسية.
وقد أكدت منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة ومسؤولون في برنامج الغذاء العالمي وجود مؤشرات قوية على مواجهة سكان غزة أوضاعا طارئة وأن خطر المجاعة بات وشيكاً في بعض المناطق. وفي ضوء ذلك تستمر المناشدات الدولية بإدخال المزيد من المساعدات بشكل عاجل للحيلولة دون تدهور الوضع ووصول القطاع إلى إعلان رسمي بحالة المجاعة.