
دعا أئمة الحرمين الشريفين المسلمين خلال خطب الجمعة إلى الالتزام بتقوى الله وطاعته، وأكدوا أهمية تطهير القلوب من الضغائن، والإكثار من الظن الحسن بالناس، والحفاظ على صلة الأرحام والابتعاد عن التشاؤم وسب الأوقات. كما شددوا على ضرورة مراقبة الله في السر والعلانية، وضرورة اتباع سنة النبي محمد.
خطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالله بن عواد الجهني حذر خلال خطبته من الوقوع في الغفلة أو الانشغال بالحياة الدنيا ونسيان أهمية اغتنام الوقت بالطاعات، مشيراً إلى أن الأيام تمضي بسرعة وأنه بعد انقضاء شهر محرم قد حل شهر صفر، وأن السعيد حقاً هو من يتعظ بمرور الأيام. أوضح أن الله أرسل رسوله بالهداية وأخرج به الناس من ظلمات الجاهلية، حيث أزال تعصبهم للأجداد وبدد أوهامهم حول التشاؤم بالأيام.
كما نبه الجهني إلى أن التشاؤم وتوقع حدوث البلاء هو سلوك يُشبه من لا يستند إلى إيمان قوي، مذكراً بقول الله إن كل ما يصيب الإنسان هو مما كتبه الله تعالى، وأنه يجب تعليق الآمال بالله وحده بدلاً من نسب الأمور إلى الأيام أو الشهور. واعتبر أن معاداة الأزمنة ظلال وجنون، فالخير والشر بيد الخالق وحده وليس في الأوقات نفسها، واستشهد بأحاديث نبوية تنهى عن ذلك.
وأكد الجهني في نهاية خطبته على أهمية إصلاح الظاهر والباطن من الأعمال، واستعمال الجوارح في طاعة الله، والإكثار من الصلاة والسلام على الرسول محمد لما لها من أثر في نيل الأجر وتفريج الكروب.
أما إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم فقد أكد أن تقوى الله ومراقبته في العلن والخفاء من أعظم الصفات التي ينبغي أن يتحلّى بها المسلمون. وبيّن أن إرسال الرسل نعمة كبرى من الله على عباده، وأنه لا سبيل للنجاة والرضا الإلهي إلا باتباع الرسل، وأن الحاجة إليهم تفوق احتياجات الجسد الحيوية.
القاسم وضّح أن الله أيّد أنبياءه بالمعجزات التي تؤكد صدق رسالتهم. كما أشار إلى كثرة الآيات التي أيّد الله بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، أكثر وأعظم من باقي الأنبياء، موضحاً أن المشركين كانوا يطلبون آياتٍ بعينها تكبراً وعنادًا، حتى أن بعضهم دعا إلى نزول القرآن على رجل عظيم من أهل مكة أو الطائف، أو إلى استبدال القرآن بكتاب آخر.
وتحدث إمام المسجد النبوي عن رفض الله لتحقيق رغبات المشركين في إنزال المزيد من الآيات، لأن مثل تلك المطالب لا تدفعهم للإيمان، كما لم يؤمن الذين من قبلهم عند ظهور الآيات. وبيّن أن السنة الإلهية جرت بأن تظهر الآيات العظيمة عندما يُكتب الهلاك على الأمة المستكبرة، محذراً من الاستهانة بمقام الله أو برسالته وإلا وقع الهلاك على المستهينين.
واختتم بالتأكيد على أن أسس الإسلام تقوم على الشهادتين، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأن تحقيق التوحيد واتباع النبي هو سبب النجاة والسعادة الحقيقية.