
شهدت أسعار الذهب في مصر خلال تعاملات مساء الأحد 24 أغسطس 2025 ارتفاعاً ملحوظاً بالتزامن مع صعود أسعار المعدن النفيس في الأسواق العالمية نهاية الأسبوع الماضي. هذا الارتفاع جاء مدفوعاً بموجة من التوقعات المتزايدة بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يلجأ إلى خفض أسعار الفائدة خلال سبتمبر المقبل، بعد التصريحات الملفتة التي أدلى بها جيروم باول رئيس البنك الفيدرالي، خلال ندوة جاكسون هول التي نظمها البنك المركزي الأمريكي، حيث أشار إلى احتمالات التحرك نحو تعديل السياسة النقدية في ضوء تغير توازن المخاطر، دون أن يوضح التزاماً فعلياً بذلك، الأمر الذي دفع بعض المتعاملين لرفع احتمالات الخفض إلى 85 بالمئة مقارنة بنسبة 75 بالمائة قبل خطابه.
أما على مستوى الأسعار المحلية، فقد سجل جرام الذهب عيار 24 اليوم 5234 جنيها، بينما بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 4580 جنيها، وسجل جرام عيار 18 ما يعادل 3926 جنيها، ووصل سعر الجنيه الذهب إلى نحو 36640 جنيها مصريا.
من جانب آخر، أكدت التحليلات الفنية لشركة جولد بيليون أن سعر الأونصة الذهبية العالمية شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 بالمئة خلال تعاملات الأسبوع الماضي بعدما افتتح الأسبوع عند 3335 دولار للأونصة ليغلق عند 3371 دولارا، مسجلاً أعلى مستوى له عند 3378 دولاراً للأونصة خلال جلسات الجمعة. هذا التحرك الإيجابي للذهب العالمي جاء بعد اختراق منطقة التداول التي كانت محصورة في نطاق 3330 إلى 3335 دولاراً للأونصة والتي ظلت متأثرة بوجود متوسط التحرك لخمسين يوماً في هذه المنطقة.
الجلسة الأخيرة من الأسبوع الماضي شهدت ارتفاعاً في سعر الذهب بلغ 1 بالمئة ليسجل بذلك أعلى مستوى منذ أكثر من أسبوع عقب تجاوز منطقة المقاومة حول 3330 دولاراً للأونصة، في ظل زيادة الترقب بشأن التوجهات المحتملة للفيدرالي الأمريكي.
وجاءت تصريحات جيروم باول متوازنة ومحذرة، إذ نبّه إلى توسع المخاطر المرتبطة بسوق العمل واستمرار الضغوط التضخمية، مما ساهم في حالة من عدم اليقين وأعاد توقعات خفض الفائدة في سبتمبر للواجهة. غالباً ما يؤدي خفض الفائدة إلى جعل الاستثمار في الذهب أكثر جاذبية باعتباره ملاذاً آمناً ومنخفض التكلفة.
أداء الدولار الأمريكي تراجع للأسبوع الثالث على التوالي بعد أن أدت تصريحات باول إلى دفع العملة الأمريكية نحو أدنى مستوى لها أمام سلة العملات الرئيسية خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، وهو ما كان له أثر إيجابي لصالح الذهب في الأسواق.
وفيما يتعلق بالتحركات السياسية، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة أنه سيقيل ليزا كوك عضوة مجلس الاحتياطي الفيدرالي إذا لم تتقدم باستقالتها، الأمر الذي يشير إلى تصاعد الضغوط السياسية لكسب نفوذ أكبر على السياسة النقدية الأمريكية.
من جهة أخرى، كشف تقرير التزامات المتداولين الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة والذي يغطي تعاملات الأسبوع المنتهي في 19 أغسطس، عن تراجع في عقود شراء الذهب من قبل الأفراد والمؤسسات المالية والصناديق الاستثمارية بواقع 12838 عقداً، مقابل زيادة في عقود البيع بمقدار 4057 عقداً، ليعكس ذلك انخفاضاً في رهانات الشراء خلال الفترة الماضية نتيجة تزعزع التوقعات بشأن خفض الفائدة. ورغم هذا، يتوقع خبراء ومحللون تغير هذا الاتجاه خلال الأسابيع المقبلة خصوصاً مع المستجدات المنتظرة في سياسات الفيدرالي.
ويترقب المستثمرون حالياً مدى قدرة الذهب على اختراق مستوى 3400 دولار للأونصة والثبات فوقه في الأيام المقبلة، خاصة بعد الإغلاق الإيجابي للأسبوع الماضي أعلى من مستوى المقاومة عند 3350 دولاراً.