شهدت أسعار الذهب العالمية استقراراً مع بداية تعاملات اليوم الاثنين حيث سجلت تراجعاً طفيفاً عقب موجة ارتفاع قوية، جاءت مدفوعة بتصريحات حاسمة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول حول مستقبل السياسات النقدية، ما عزز توقعات الأسواق بشأن احتمالية خفض أسعار الفائدة في الفترة المقبلة. هذا الاتجاه في الأسعار دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم مراكزهم وسط حالة من الحذر والترقب.
جون لوكا، الخبير في أسواق السلع والمعادن الثمينة، أشار إلى استمرار صعود أسعار الذهب على المدى المتوسط والبعيد. وأوضح أن العوامل المؤثرة تشمل التوترات الجيوسياسية العالمية، واستمرار تغيّر السياسات النقدية، إضافة إلى زيادة معدل الطلب الدولي على الذهب. وأكد لوكا أن المعدن الأصفر سيظل ملاذاً آمناً للمستثمرين حول العالم خصوصاً في ظل الاضطرابات الاقتصادية وتذبذب أسعار الفائدة. وتوقع أن يشهد الذهب ارتفاعاً يصل إلى 35 في المئة بحلول عام 2025، مع احتمالية استمرار هذا التصاعد أو الاستقرار في 2026.
بيانات التداول اليوم أظهرت أن سعر الذهب عيار 24 بلغ 5229 جنيها في السوق المحلية المصرية، بينما سجل عيار 21 الأكثر رواجاً نحو 4575 جنيها، وجاء عيار 18 عند 3924 جنيها، وبلغ سعر الجنيه الذهب 36600 جنيه في المحال المحلية.
وتدعم هذه التوقعات تقارير من بنوك ومؤسسات مالية كبرى أشارت إلى زيادة قوية في مشتريات البنوك المركزية من الذهب بهدف تعزيز الاحتياطيات وحماية الاقتصادات من تقلبات التضخم والانكماش. لوكا أوضح أيضاً أن متوسط سعر الأونصة مرشح للارتفاع ليصل إلى 3220 دولاراً في عام 2025 وفق أحدث البيانات، مع إمكانية تجاوز 3400 دولار في 2026 إذا استمرت التوترات الجيوسياسية والصراعات في مناطق مثل شرق أوروبا والشرق الأوسط، فضلاً عن تزايد التوتر بين الولايات المتحدة والصين.
تقديرات البنوك الاستثمارية العالمية تأتي متباينة؛ حيث رجحت مؤسسة جي بي مورغان أن تتجاوز أونصة الذهب 3675 دولاراً في الربع الأخير من 2025، مع تفاؤل بأن تصل الأسعار إلى أكثر من 4000 دولار منتصف 2026 في حال تصاعد الطلب الدولي، في المقابل توقع سيتي بنك تراجع الأسعار إلى ما دون 3000 دولار إذا شهد الاقتصاد العالمي انتعاشاً وتباطأ الإقبال على الذهب كتحوط. وتوقعت يو بي إس اقتراب سعر الأونصة من 3500 دولار خلال 2025، مع مواصلة الاتجاه الصاعد في 2026، بينما رفع غولدمان ساكس توقعاته إلى 3300 دولار بنهاية 2025 بفعل زيادة الاستثمارات في صناديق الذهب المتداولة. أما دويتشه بنك فتوقع متوسط أسعار عند 3139 دولاراً في 2025 و3700 دولار في 2026، استناداً إلى سجل الذهب التاريخي في تجاوز الأزمات المالية.
وفي تعليقه على السوق المحلية، لفت لوكا إلى أن مصر تتأثر مباشرة بالتوجهات العالمية لأسعار الذهب، لكنها تواجه في الوقت ذاته تحديات ناتجة عن تغيرات سعر الصرف والضغوط الاقتصادية الداخلية. وتوقع أن يتراوح سعر الذهب عيار 21 بين 4500 و4700 جنيه للجرام في سبتمبر 2025، مشيراً إلى ارتفاع الاحتياطيات الأجنبية لدى البنك المركزي المصري، الأمر الذي يسهم في تعزيز قدرة السوق المحلي على مواجهة التقلبات ويمنح مصر مكانة قوية في القطاع الإقليمي للمعادن الثمينة.
