
أكد الدكتور معتز القيعي، استشاري التغذية العلاجية، في تصريحات صحفية أن التعايش مع مرض السكري لا يمثل نهاية المطاف بالنسبة للمريض، بل يحمل بداية جديدة تعتمد على اتباع نمط حياة أكثر وعيًا بالصحة. وأوضح أن السيطرة على هذا المرض المزمن تتطلب بعض الخطوات المهمة وتغيير العادات اليومية، مشددًا على أن التقبّل النفسي للمرض هو الخطوة الأولى في الطريق إلى التحكم به، إذ يساهم تقبل الحالة الصحية في الحد من الشعور بالقلق ويحسن من قدرة المريض على الالتزام بالعلاج والتوصيات الطبية.
وأشار د. معتز القيعي إلى أن تبنّي أسلوب حياة صحي يعتبر العنصر الأساسي في التعامل مع مرض السكري، حيث نصح بتقليل تناول السكريات البسيطة والمشروبات الغازية والعصائر المحلاة قدر الإمكان، والاعتماد على وجبات غذائية متوازنة تحتوي على البروتين والخضروات والدهون الصحية والكربوهيدرات المعقدة. كما لفت إلى أهمية تقسيم الوجبات على مدار اليوم وتجنب تناول كميات كبيرة في وجبة واحدة أو وجبتين فقط.
وشدد القيعي على ضرورة القيام بنشاط بدني منتظم، من خلال ممارسة المشي لمدة نصف ساعة يوميًّا أو اختيار أي رياضة مناسبة، لما لذلك من دور في تحسين استجابة الجسم للأنسولين. وأكد أيضًا أهمية النوم الكافي، مبينًا أن الحصول على ما بين سبع إلى ثماني ساعات من النوم الجيد يوميًا يساعد في المحافظة على توازن الهرمونات وضبط مستويات السكر في الدم.
وأوضح القيعي أن المتابعة الطبية المنتظمة تمثل ضمانًا فعليًا للسيطرة على مرض السكري، وتشمل إجراء التحاليل الدورية لمستوى السكر، أو استخدام أجهزة قياس السكر المنزلية لمراقبة الحالة. كما حث على مراجعة الطبيب المختص وأخصائي التغذية بشكل دوري لإجراء التعديلات اللازمة على النظام الغذائي أو خطة العلاج عند الحاجة، إضافة إلى الاستفادة من التطبيقات الذكية وأجهزة المراقبة المستمرة لمستوى السكر التي توفر بيانات دقيقة تساعد المريض على فهم جسمه والتعامل مع التغيرات بشكل أفضل.
وأشار إلى أن اتباع تعليمات الطبيب ومراقبة مستويات السكر باستمرار يساهم في تحسين نوعية الحياة، مؤكدًا أن التعامل مع مرض السكري يمكن أن يشكل دافعًا لتغيير نمط الحياة نحو الأفضل، مع التزام النظام الغذائي والنشاط البدني والمتابعة الطبية المستمرة لاكتساب طاقة وحياة إيجابية يومًا بعد يوم.