
سجل الذهب ارتفاعاً ملحوظاً في البورصات العالمية ليصل إلى أعلى مستوياته خلال أسبوعين تقريباً، حيث بلغ سعر الأونصة نحو 3393 دولار، مقترباً من مستوى 3400 دولار الذي يعتبر الهدف قصير الأجل، مع وجود توقعات بالوصول إلى 3435 دولار للأونصة خلال الفترة المقبلة. جاء هذا التحرك في ظل أوضاع سياسية واقتصادية متقلبة أثرت بشكل مباشر على سوق المعادن النفيسة.
أسعار الذهب في الأسواق المحلية شهدت تغيرات واضحة اليوم، حيث بلغ سعر الجرام من عيار 24 قيمة 5263 جنيهاً، بينما سجل عيار 21 مبلغ 4605 جنيهات، وعيار 18 وصل إلى 3974 جنيهاً، في حين بلغ سعر الجنيه الذهب نحو 36840 جنيهاً.
وشهدت الأسواق العالمية للذهب موجة من الارتفاعات عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت متأخر من مساء الإثنين الفائت عن إقالة ليزا كوك، عضوة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بسبب اتهامات تتعلق بعمليات احتيال في قطاع الرهن العقاري حسب تحليلات اقتصادية صادرة عن جولد بيليون.
قرار ترامب تسبب في تراجع ملحوظ للدولار الأمريكي، مما أدى إلى اتجاه المستثمرين نحو الذهب وغيره من المعادن بحثاً عن ملاذ آمن وسط حالة الشكوك بشأن استقلالية بنك الاحتياطي الفيدرالي. العلاقة العكسية بين الدولار وأسعار الذهب ساهمت في تعزيز مكاسب المعدن الأصفر في الأسواق الدولية.
ومع ذلك، فقد سجلت أسعار الذهب العالمية تراجعاً طفيفاً اليوم بفعل عمليات بيع لجني الأرباح من قبل بعض المستثمرين بعد القفزة الأخيرة، خاصة مع تعافي مؤشر الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية بارتفاع نسبته 0.3%، الأمر الذي قلل من جاذبية الذهب مقارنة بالعملات الأخرى.
في موازاة ذلك، استعاد الدولار الأمريكي معظم خسائره فيما استقرت عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وسط استمرار الجدل بين الرئيس ترامب ومحافظة الفيدرالي ليزا كوك. الأخيرة أفادت بأن الرئيس الأمريكي لا يملك صلاحية إقالتها، مؤكدة تمسكها بمنصبها ورفضها تقديم الاستقالة.
إجراءات ترامب تجاه الفيدرالي الأمريكي، وخصوصاً مساعيه لإقالة كوك، أثارت مخاوف المستثمرين من تزايد التدخلات السياسية في مؤسسة الاحتياطي الفيدرالي التي ظلت تاريخياً بعيدة عن نفوذ الحكومة. ويذكر أن الرئيس الأمريكي سبق وأن لوح في وقت سابق هذا العام بإمكانية إقالة رئيس الفيدرالي جيروم باول انتقاداً لسياساته بشأن معدلات الفائدة.