شهدت أسعار الذهب العالمية قفزة كبيرة خلال تداولات هذا الأسبوع حيث وصل سعر الأونصة إلى مستوى 3442 دولاراً وهو أعلى سعر يتم تسجيله في غضون ثلاثة أسابيع تقريباً الأمر الذي جعل المعدن الأصفر يقترب بشدة من مستواه التاريخي البالغ 3500 دولار للأونصة.
جاء هذا الصعود الملحوظ مدفوعاً بتطورات سياسية في الولايات المتحدة حيث أدت خطوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإقالة ليزا كوك محافظة الاحتياطي الفيدرالي بشكل فوري على خلفية اتهامات بالاحتيال في الرهن العقاري إلى تراجع فوري في قيمة الدولار الأمريكي مما قدم دعماً قوياً لأسعار المعادن بشكل عام والذهب على وجه الخصوص نظراً للعلاقة العكسية التي تربطهما.
أثارت محاولات ترامب التدخل في شؤون البنك الاحتياطي الفيدرالي مخاوف واسعة النطاق في الأسواق بشأن المساس باستقلالية البنك الذي حافظ تاريخياً على حياده بعيداً عن السلطة التنفيذية وقد زادت هذه الشكوك من جاذبية الذهب كملاذ آمن في أوقات الاضطراب السياسي والاقتصادي وتجدر الإشارة إلى أن ترامب كان قد هدد سابقاً بإقالة رئيس البنك جيروم باول بسبب انتقاداته المستمرة لسياساته النقدية ورفضه خفض أسعار الفائدة بالوتيرة المطلوبة.
في سياق متصل انعكست هذه التطورات على توقعات الأسواق المستقبلية حيث ارتفعت احتمالية قيام البنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماعه المقرر يوم 17 سبتمبر إلى نسبة 87% وكانت هذه التوقعات لا تتجاوز 75% خلال الأسبوع الماضي لكن تصريحات رئيس الفيدرالي الأخيرة عززت من التوقعات باتخاذ خطوة تيسيرية قادمة.
على صعيد آخر كشف تقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي عن تسجيل أول انخفاض في التدفقات النقدية لصناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب خلال الأسبوع المنتهي في 22 أغسطس وذلك بعد فترة من النمو استمرت لأسبوعين متتاليين حيث بلغ صافي الانخفاض 5.2 طن من الذهب وكانت الصناديق في أمريكا الشمالية هي المحرك الرئيسي لهذا التراجع مسجلة خروج تدفقات نقدية بمقدار 9.9 طن.
أما على الصعيد المحلي فقد تأثرت الأسواق بهذه التحركات العالمية حيث سجل سعر الذهب من عيار 21 وهو الأكثر تداولاً 4685 جنيهاً بينما وصل سعر عيار 24 إلى 5354 جنيهاً وبلغ سعر عيار 18 قيمة 4015 جنيهاً في حين سجل الجنيه الذهب 37480 جنيهاً.
