
أثارت التطورات السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية موجة من القلق حول مدى استقلالية البنك الاحتياطي الفيدرالي بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب عن نيته إقالة ليزا كوك محافظة البنك من منصبها بشكل فوري على خلفية اتهامات تتعلق بالاحتيال في الرهن العقاري وهو ما ألقى بظلاله مباشرة على الأسواق العالمية.
هذه الخطوة الرئاسية أحدثت رد فعل فوري في أسواق العملات حيث تراجعت قيمة الدولار الأمريكي بشكل واضح ما منح دفعة قوية لأسعار المعادن بشكل عام والذهب على وجه الخصوص مستفيدًا من العلاقة العكسية التقليدية بينه وبين الدولار كما زاد الإقبال على المعدن الأصفر كملاذ آمن وسط الشكوك التي تحيط بالسياسة النقدية الأمريكية واستقلاليتها.
وعلى الصعيد العالمي انعكست هذه الأحداث على أسعار الذهب التي شهدت قفزة كبيرة ليصل سعر الأونصة إلى أعلى مستوى له منذ ما يقارب ثلاثة أسابيع عند 3442 دولارا وبذلك يقترب المعدن النفيس من تحقيق مستهدفه على المدى القصير البالغ 3500 دولار للأونصة.
ولم يكن السوق المصري بمعزل عن هذه التحركات العالمية إذ أدت الزيادة في السعر العالمي إلى وصول الذهب في مصر لأعلى مستوياته خلال شهر أغسطس الجاري وسجلت الأسعار ارتفاعا ملحوظا حيث بلغ سعر جرام الذهب من عيار 24 قيمة 5354 جنيها بينما وصل سعر عيار 21 الأكثر شيوعا إلى 4685 جنيها وبلغ سعر جرام عيار 18 نحو 4015 جنيها في حين سجل الجنيه الذهب 37480 جنيها.
وتعيد محاولات ترامب التدخل في شؤون الاحتياطي الفيدرالي المخاوف الأوسع بشأن الضغط السياسي على البنك الذي حافظ تاريخيا على استقلاليته عن الحكومة إذ سبق للرئيس الأمريكي أن هدد في فترة سابقة بإقالة رئيس البنك الحالي جيروم باول الذي انتقده مرارا لعدم إقدامه على خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر.