
دراسة أوروبية ضخمة تكشف فوائد النظام النباتي في الوقاية من الأمراض المزمنة
كشفت نتائج دراسة علمية واسعة النطاق أجريت في ست دول أوروبية وشملت أكثر من 400 ألف شخص عن وجود ارتباط وثيق بين اتباع نظام غذائي يعتمد بشكل كبير على المصادر النباتية وبين انخفاض ملحوظ في احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة الخطيرة مثل السرطان وأمراض القلب والسكري.
فسر الباحثون هذه العلاقة بأن التغذية النباتية تؤثر بشكل إيجابي ومباشر على مؤشرات حيوية مهمة في الجسم حيث تساهم في تنظيم مستويات سكر الدم وتحسين استقلاب الدهون وهو ما تعكسه بوضوح نتائج الفحوصات المخبرية للمشاركين. كما أشاروا إلى أن الأثر الوقائي قد يعود أيضا إلى تقليل العمليات الالتهابية داخل الجسم وخفض خطر الإصابة بالسرطان المرتبط غالبا بتقليل استهلاك اللحوم الحمراء.
وأظهرت البيانات المنشورة في دورية علمية مرموقة أن الأشخاص الذين كانت وجباتهم أكثر اعتمادا على الأغذية النباتية انخفض لديهم خطر الإصابة بمرضين مزمنين أو أكثر بنسبة تصل إلى 32% على مدى فترة متابعة استمرت إحدى عشرة سنة وذلك عند مقارنتهم بالفئة التي استهلكت أقل كمية من الأطعمة النباتية. وأكدت الدراسة وجود علاقة طردية فكلما زاد الاعتماد على الأغذية النباتية تراجع خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني أو أمراض القلب والأوعية الدموية أو السرطان.
لكن الدراسة شددت على أهمية التمييز بين أنواع الأنظمة الغذائية النباتية حيث لا تعتبر جميعها صحية بالضرورة. فالنظام الغذائي النباتي الصحي هو الذي يرتكز على نسبة عالية من الفواكه والخضراوات الطازجة والحبوب الكاملة والبقوليات مع إمكانية تضمين كميات قليلة من اللحوم أو منتجاتها.
وعلى النقيض تماما حذر الباحثون من النظام النباتي غير الصحي الذي يشتمل على الأطعمة الجاهزة عالية التصنيع والحبوب المكررة مثل الخبز الأبيض والمعجنات والأطعمة والمشروبات الغنية بالسكريات. وأكدت النتائج أن بعض هذه الأطعمة النباتية المصنعة قد ارتبطت بزيادة طفيفة في خطر الإصابة بأمراض متعددة مما يثبت أن مجرد كون الطعام نباتيا لا يجعله صحيا تلقائيا.