
بعد موجة صعود قوية شهدتها أسواق المعدن الأصفر في مصر على مدار الأسبوع الماضي رفعت الأسعار لمستويات قياسية سجلت أسعار الذهب استقراراً ملحوظاً مع بداية التعاملات الأسبوعية اليوم الاثنين الموافق 1 سبتمبر 2025 وسط ترقب المستثمرين والمتعاملين لتوجهات البورصة العالمية وتأثير القرارات النقدية المحلية.
وقد كشف إيهاب واصف رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات عن الأداء القوي للمعدن النفيس خلال شهر أغسطس 2025 المنقضي حيث ارتفع سعر جرام الذهب من عيار 21 من مستوى 4518 جنيهاً في بداية الشهر ليصل إلى 4690 جنيهاً مع نهايته محققاً زيادة قدرها 172 جنيهاً بنسبة نمو بلغت حوالي 3.8%.
وأضاف واصف أن الأسبوع الأخير من الشهر شهد وحده ارتفاعاً بنسبة 2.2% حيث تحرك سعر جرام الذهب من 4585 جنيهاً في مطلع الأسبوع ليغلق عند 4685 جنيهاً مسجلاً أعلى مستوى له عند 4690 جنيهاً وأدنى سعر عند 4565 جنيهاً.
ويعود هذا الأداء القوي الذي شهده الذهب محلياً بشكل أساسي إلى عاملين رئيسيين أولهما الدعم الكبير القادم من الأسواق العالمية حيث صعدت أسعار المعدن عالمياً لأعلى مستوى لها منذ أكثر من أربعة أشهر وهذا الصعود كان مدفوعاً بتوقعات متزايدة بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يتجه لخفض أسعار الفائدة.
أما العامل الثاني الذي ساهم في هذه الزيادات فهو التحرك التدريجي لسعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري في البنوك الرسمية والذي عاد للارتفاع مما انعكس مباشرة على تكلفة الذهب في السوق المحلية باعتباره مرتبطاً بسعر الأونصة العالمي وسعر الدولار.
وفيما يتعلق بتعاملات اليوم الصباحية فقد سجل سعر جرام الذهب من عيار 24 مستوى 5354 جنيهاً بينما بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 الأكثر تداولاً 4685 جنيهاً. كما وصل سعر جرام عيار 18 إلى 4015 جنيهاً في حين استقر سعر الجنيه الذهب عند 37480 جنيهاً.
وعلى صعيد السياسة النقدية المحلية فإن قرار البنك المركزي المصري الأخير بخفض أسعار الفائدة بمقدار 200 نقطة أساس ليصبح عائد الإيداع 22% وعائد الإقراض 23% لم يترك تأثيراً مباشراً على سوق الذهب حتى الآن حيث يظل تحرك المعدن الأصفر مرتبطاً بشكل أوثق بالتوجهات العالمية والسياسة النقدية الأمريكية.
ويتوقع رئيس شعبة الذهب أن استحقاق بعض الشهادات البنكية ذات العائد المرتفع خلال الفترة القادمة قد يؤدي إلى تحرير جزء من السيولة النقدية من القطاع المصرفي والتي قد يتجه أصحابها نحو الاستثمار في سوق الذهب أو البورصة المصرية مما قد يوفر دعماً إضافياً للأسعار على المدى المتوسط.
عالمياً استطاعت أسعار الذهب أن تغلق تداولات الأسبوع الماضي فوق مستوى المقاومة الهام البالغ 3430 دولاراً للأونصة وهو ما يفتح الباب أمامها لاختبار المستوى النفسي التالي عند 3500 دولار للأونصة خاصة مع استمرار الضغوط على أداء الدولار الأمريكي وتنامي التوقعات بخفض الفائدة من قبل الفيدرالي.