شهدت أسواق الذهب المحلية في مصر تحركات سعرية لافتة خلال شهر أغسطس حيث سجل المعدن الأصفر مكاسب كبيرة مدعوما بالصعود العالمي لسعر الأونصة وعوامل أخرى داخلية أسهمت في تعزيز هذا الاتجاه الصعودي مما دفع الأسعار إلى مستويات قياسية جديدة خلال الشهر.
كشف إيهاب واصف رئيس شعبة الذهب باتحاد الصناعات أن أداء الذهب خلال أغسطس كان إيجابيا بشكل ملحوظ حيث قفز سعر جرام الذهب عيار 21 الأكثر تداولا من 4518 جنيها في مطلع الشهر ليختتم تعاملاته عند 4690 جنيها محققا بذلك زيادة قدرها 172 جنيها للجرام الواحد أي ما يعادل نسبة نمو تصل إلى نحو 3.8% على مدار الشهر.
وجاء الارتفاع الأخير في أسعار كافة الأعيرة المتداولة بالسوق المصري بواقع 25 جنيها للجرام الواحد ليعكس بشكل مباشر صعود سعر أونصة الذهب في البورصات العالمية إلى مستوى 3470 دولارا وبناء على ذلك بلغت الأسعار في السوق المحلي كالتالي سجل عيار 24 سعر 5389 جنيها ووصل عيار 21 إلى 4715 جنيها بينما سجل عيار 18 سعر 4041 جنيها وبلغ سعر عيار 14 نحو 3143 جنيها أما سعر الجنيه الذهب فقد وصل إلى 37720 جنيها.
وعلى صعيد التحليل الأسبوعي للأداء أوضح التقرير الصادر عن شعبة الذهب والمعادن الثمينة أن الأسبوع الأخير من الشهر شهد وحده ارتفاعا بنسبة 2.2% حيث افتتح المعدن الأصفر تعاملات الأسبوع عند 4585 جنيها وأغلقها عند 4685 جنيها للجرام متأرجحا بين أعلى مستوى له عند 4690 جنيها وأدنى مستوى عند 4565 جنيها.
وأرجع واصف هذه الزيادات في المقام الأول إلى الدعم القوي الذي تلقاه الذهب من الأسواق العالمية حيث سجلت الأونصة أعلى مستوى لها منذ أكثر من أربعة أشهر ويرجع ذلك إلى تزايد التوقعات في الأسواق بأن يتجه البنك الفيدرالي الأمريكي نحو خفض أسعار الفائدة في اجتماعه القادم وهو ما يضعف الدولار ويزيد من جاذبية الذهب كملاذ آمن.
وفي السياق المحلي أشار واصف إلى عامل إضافي ساهم في تعزيز الأسعار وهو الارتفاع التدريجي الذي يشهده سعر صرف الدولار مقابل الجنيه داخل البنوك الرسمية مؤكدا أن تسعير الذهب محليا يعتمد بشكل أساسي على عاملين رئيسيين هما سعر الأونصة عالميا وحركة سعر صرف الدولار في السوق.
وبالنسبة للسياسة النقدية المحلية فإن قرار البنك المركزي المصري بخفض أسعار الفائدة بمقدار 200 نقطة أساس ليصبح سعر الفائدة على الإيداع 22% وعلى الإقراض 23% لم يترك تأثيرا مباشرا وملحوظا على سوق الذهب في الوقت الحالي حيث يظل تأثر المعدن الأصفر بحركة سعر الصرف والتطورات العالمية هو الأقوى.
ومن المتوقع أن يحصل الذهب على دعم إضافي على المدى المتوسط نتيجة استحقاق بعض الشهادات البنكية ذات العائد المرتفع خلال الفترة المقبلة الأمر الذي قد يؤدي إلى خروج سيولة نقدية من القطاع المصرفي قد يتجه جزء منها نحو الاستثمار في البورصة والذهب مما يزيد من الطلب عليه.
عالميا يمنح إغلاق سعر أونصة الذهب تداولاته الأسبوعية فوق مستوى المقاومة الهام عند 3430 دولارا دفعة قوية للمعدن الثمين ليتجه نحو اختبار المستوى النفسي التالي عند 3500 دولار للأونصة خاصة في ظل استمرار ضعف أداء الدولار الأمريكي بسبب توقعات خفض الفائدة.
