شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعا ملحوظا مع بداية تداولات الأسبوع لتسجل مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي وتصل إلى أعلى مستوياتها منذ شهر أبريل الماضي وجاء هذا الصعود مدعوما بشكل أساسي بالبيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة التي عززت من توقعات الأسواق بأن البنك الفيدرالي الأمريكي قد يتجه لخفض أسعار الفائدة قريبا.
أثرت هذه التطورات العالمية بشكل مباشر على الأسعار في السوق المحلية حيث بلغ سعر جرام الذهب من عيار 24 قيمة 5389 جنيها بينما سجل عيار 21 الأكثر شيوعا 4715 جنيها للجرام الواحد أما عيار 18 فقد وصل سعره إلى 4041 جنيها في حين تم تداول عيار 14 عند 3143 جنيها وبلغ سعر الجنيه الذهب 37720 جنيها.
البيانات الصادرة من الولايات المتحدة أظهرت نموا قويا في إنفاق المستهلكين خلال شهر يوليو الماضي بالتزامن مع ارتفاع في معدل التضخم الأساسي وقد ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 0.2% على أساس شهري وبنسبة 2.6% على أساس سنوي وهي أرقام جاءت متوافقة تماما مع توقعات المحللين الاقتصاديين.
هذه الأرقام المتوافقة مع التوقعات فسرتها الأسواق على أنها إشارة إلى أن الاقتصاد الأمريكي قادر على تحمل خفض في أسعار الفائدة دون مخاطر كبيرة وهو ما دفع المتداولين إلى زيادة رهاناتهم على قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقبل في سبتمبر حيث ارتفعت احتمالية هذا الخفض من 85% إلى ما يقارب 89% بعد صدور البيانات.
على صعيد الأداء السعري حققت أونصة الذهب العالمية مكاسب أسبوعية بنسبة 2.3% حيث افتتحت الأسبوع عند مستوى 3368 دولارا ولامست أعلى مستوى لها منذ أكثر من أربعة أشهر عند 3453 دولارا قبل أن تغلق تداولات الأسبوع عند 3447 دولارا للأونصة وعلى مدار شهر أغسطس كاملا ارتفع المعدن الأصفر بنسبة 4.8% ليقترب بذلك من المستوى التاريخي الذي كان قد سجله في أبريل الماضي عند 3500 دولار.
يدعم هذا الصعود في أسعار الذهب تراجع مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية حيث انخفض المؤشر بنسبة 2.2% خلال شهر أغسطس وهو ما يزيد من جاذبية الذهب كونه سلعة مسعرة بالدولار مما يجعله أرخص ثمنا للمشترين من حاملي العملات الأخرى.
تقرير التزامات المتداولين الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة للأسبوع المنتهي في 26 أغسطس أظهر عودة الطلب على المضاربة لشراء الذهب حيث ارتفعت عقود الشراء الآجلة من قبل المؤسسات المالية والمضاربين بمقدار 490 عقدا مقارنة بالتقرير السابق وفي الوقت نفسه انخفضت عقود البيع بمقدار 1231 عقدا مما يعكس تزايد الثقة في استمرار صعود أسعار المعدن الثمين.
تتزايد التوقعات حاليا ليس فقط بخفض واحد لأسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي بل ربما بخفضين خلال العام الجاري وهو ما يوفر دعما قويا لأسعار السلع الأساسية بشكل عام والذهب والفضة بشكل خاص لأن خفض الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائدا.
تستمر التوترات المتعلقة بالسياسة النقدية الأمريكية في التأثير على الأسواق حيث من المقرر أن ينظر قاض فيدرالي في دعوى قضائية تطالب بمنع الرئيس دونالد ترامب من إقالة محافظة الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك مما يثير مخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي.
