
شهدت أسعار الذهب في السوق المصرية ارتفاعا ملحوظا بقيمة وصلت إلى نحو 25 جنيها للجرام الواحد في مختلف الأعيرة المتداولة. ويأتي هذا التحرك التصاعدي في الأسعار المحلية كنتيجة مباشرة للقفزة الكبيرة التي سجلتها أسعار المعدن النفيس في البورصات العالمية حيث بلغت قيمة الأونصة 3470 دولارا.
على الصعيد العالمي أظهر أداء الذهب قوة لافتة خلال تعاملات الأسبوع الماضي حيث ارتفعت قيمة الأونصة بنسبة 2.3 بالمئة لتغلق عند مستوى 3447 دولارا بعد أن كانت قد لامست أعلى مستوى لها منذ أكثر من أربعة أشهر عند 3453 دولارا. وكانت الأونصة قد بدأت تداولات الأسبوع عند مستوى 3368 دولارا مما يعكس زخما قويا في الطلب على الملاذ الآمن.
عززت بيانات اقتصادية أمريكية حديثة من هذا الاتجاه الصعودي للذهب فقد أظهرت التقارير ارتفاعا قويا في إنفاق المستهلكين خلال شهر يوليو الماضي بالتزامن مع زيادة في معدلات التضخم الأساسي. وجاء مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الذي يعد مقياس التضخم المفضل لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي متوافقا مع توقعات المحللين حيث ارتفع بنسبة 0.2 بالمئة على أساس شهري وبنسبة 2.6 بالمئة على أساس سنوي.
هذه المؤشرات الاقتصادية دفعت المستثمرين إلى زيادة رهاناتهم على أن البنك الاحتياطي الفيدرالي سيتجه نحو خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل خلال شهر سبتمبر. وترى الأسواق أن الاقتصاد قادر على تحمل خفض في تكاليف الاقتراض وهو إجراء يصب في مصلحة الذهب لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الأصفر الذي لا يدر عائدا. وقد ارتفعت احتمالات قيام الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى حوالي 89 بالمئة.
وسجلت أسعار الذهب في مصر تأثرا بهذه التطورات حيث بلغ سعر جرام الذهب من عيار 24 قيمة 5389 جنيها. كما وصل سعر الجرام من عيار 21 الأكثر انتشارا في البلاد إلى 4715 جنيها. أما عيار 18 فقد تم تداوله عند 4041 جنيها للجرام في حين سجل سعر جرام عيار 14 نحو 3143 جنيها. وبلغ سعر الجنيه الذهب 37720 جنيها.
عامل آخر دعم أسعار الذهب عالميا ومحليا وهو تراجع مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء العملة الخضراء مقابل سلة من ست عملات رئيسية. فقد انخفض المؤشر خلال شهر أغسطس بنسبة 2.2 بالمئة وهو ما يزيد من جاذبية الذهب للمشترين من حاملي العملات الأخرى نظرا للعلاقة العكسية التي تربطهما.
على صعيد متصل أظهر تقرير التزامات المتداولين الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة زيادة في شهية المستثمرين والمضاربين على شراء الذهب. وكشف التقرير عن ارتفاع في عقود الشراء الآجلة من قبل الصناديق والمؤسسات المالية بما يعكس تزايد التوقعات باستمرار الاتجاه الصاعد للمعدن النفيس مدعوما بالسياسة النقدية المتوقعة من البنك الفيدرالي. كما تظل التوترات السياسية المتعلقة بالبنك المركزي الأمريكي عاملا يراقبه المستثمرون عن كثب.