
كشفت دراسات علمية حديثة أن القهوة وهي المشروب الأكثر شعبية حول العالم قد تكون حليفا قويا لصحة الإنسان بما يتجاوز مجرد الشعور باليقظة والنشاط إذ ترتبط فوائدها بالوقاية من أمراض خطيرة مثل الشلل الرعاش والخرف والسكري من النوع الثاني مما يفتح آفاقا جديدة لفهم تأثير هذا المشروب اليومي.
على صعيد صحة الدماغ والأعصاب أظهرت أبحاث منشورة في مجلة متخصصة بمرض الزهايمر نتائج واعدة حيث قام باحثون في فلوريدا بمتابعة كبار السن الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف والذي يعتبر مرحلة أولية قد تتطور إلى خرف كامل وبعد فترة متابعة امتدت بين عامين وأربعة أعوام وجدوا أن الأفراد الذين كانت لديهم مستويات كافيين في الدم تعادل شرب ثلاثة أكواب من القهوة كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف بشكل كامل مقارنة بمن استهلكوا كميات قليلة جدا من الكافيين أو لم يتناولوه إطلاقا.
وفي سياق متصل بالأمراض العصبية أشارت دراسات عديدة إلى أن الكافيين قد يقلل من خطر الإصابة بمرض باركنسون المعروف بالشلل الرعاش كما بينت دراسة نشرت عام 2012 في مجلة تابعة للأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب أن جرعة يومية من الكافيين تعادل ما يحتويه كوبان من القهوة السوداء يمكن أن تساهم بفاعلية في السيطرة على الحركات اللاإرادية التي يعاني منها المصابون بهذا المرض.
كما تمتد فوائد القهوة لتشمل حماية الكبد فقد توصلت عدة أبحاث منشورة في مجالات علمية مرموقة إلى أن شرب القهوة له تأثيرات وقائية ملحوظة على الكبد وتتضمن هذه الفوائد تقليل خطر الوفاة الناجمة عن تليف الكبد والمساهمة في خفض مستويات إنزيمات الكبد الضارة بالإضافة إلى الحد من تطور تندب الكبد لدى الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الوبائي سي.
وفيما يتعلق بمرض السكري من النوع الثاني أظهرت دراسة واسعة النطاق أجراها باحثون من جامعة هارفارد عام 2014 وشملت متابعة نحو 124 ألف شخص على مدى فترة زمنية تتراوح بين 16 و20 عاما أن المشاركين الذين زادوا استهلاكهم اليومي من القهوة بمقدار كوب واحد على مدى أربع سنوات انخفض لديهم خطر الإصابة بالمرض بنسبة 11% وعلى النقيض فإن أولئك الذين قللوا استهلاكهم بمقدار كوب واحد يوميا ارتفع لديهم خطر الإصابة بنسبة 17% ويعتقد أن السبب قد يكمن في مضادات الأكسدة الغنية بها القهوة ورغم ذلك يجب التنبيه على المصابين بالفعل بداء السكري من النوع الثاني بضرورة تجنب المنتجات المحتوية على الكافيين لأنها قد تسبب ارتفاعا في مستويات السكر والأنسولين في الدم.
وإلى جانب هذه الفوائد المتخصصة يدعم تحليل ضخم شمل ما يقرب من 220 دراسة حول القهوة ونشر في المجلة الطبية البريطانية عام 2017 فكرة أن مستهلكي القهوة يتمتعون بصحة عامة أفضل مقارنة بغيرهم حيث كشف التحليل أن الأشخاص الذين يشربون القهوة بانتظام كانوا أقل عرضة للوفاة المبكرة لأي سبب بنسبة 17% كما انخفض لديهم خطر الوفاة نتيجة لأمراض القلب بنسبة 19% وخطر الإصابة بالسرطان بنسبة 18% مقارنة بمن لا يشربونها.