
شهدت أسواق المعادن الثمينة اليوم الثلاثاء يوما استثنائيا حيث قفز سعر الذهب العالمي مسجلا رقما قياسيا جديدا لم يسبق له مثيل في تاريخه عند مستوى 3508 دولارات للأونصة الواحدة قبل أن يعود المعدن الأصفر للتراجع مجددا ليستقر قرب أسعار الافتتاح عند 3474 دولارا.
ويأتي هذا الارتفاع الكبير مدفوعا بتنامي التوقعات في الأسواق المالية بأن يتجه البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو تخفيض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب في شهر سبتمبر الجاري. هذا التوجه المحتمل يعزز من جاذبية الذهب كأصل استثماري حيث يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازته مقارنة بالأصول التي تدر عائدا.
تتزامن هذه التطورات مع حالة من عدم اليقين تسيطر على المشهد الاقتصادي العالمي والأمريكي ما يدفع المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة وعلى رأسها الذهب. ومما زاد من الضغوط على العملة الأمريكية هو تراجعها لأدنى مستوياتها في نحو خمسة أسابيع أمام سلة من العملات الرئيسية ويعزو محللون ضعف الدولار إلى الهجوم المستمر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على سياسات البنك الفيدرالي وهو ما يثير المخاوف حول استقلالية البنك ويزيد من حالة القلق في الأسواق.
وانعكست هذه التحركات العالمية بشكل مباشر على السوق المحلية المصرية حيث سجلت أسعار الذهب للأعيرة المختلفة مستويات جديدة. وبلغ سعر جرام الذهب من عيار 24 نحو 5400 جنيه بينما وصل سعر جرام عيار 21 الأكثر شيوعا إلى 4725 جنيها. كما سجل عيار 18 سعر 4050 جنيها للجرام وبلغ عيار 14 ما قيمته 4150 جنيها في حين وصل سعر الجنيه الذهب إلى 37800 جنيه.
ويشكل الأداء الحالي للذهب تتويجا لمسيرة صعود قوية خلال العام الجاري حيث ارتفعت قيمته بنسبة 32.5% منذ بداية السنة. وشهد شهر أغسطس وحده نموا بنسبة 4.8% ليتمكن المعدن النفيس من كسر فترة تذبذب طويلة استمرت لثلاثة أشهر كان يتداول خلالها حول مستوى 3300 دولار للأونصة.