
شهدت الأسواق العالمية تزايدا في التوقعات بشأن خفض البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة في اجتماعه القادم خلال شهر سبتمبر وجاء ذلك بعد صدور بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الذي يعتبر مقياس التضخم المفضل للبنك الفيدرالي والذي جاء متوافقا مع التقديرات السائدة.
وتعكس أسواق المال حاليا احتمالية تقارب 90% لإقرار خفض في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال هذا الشهر وهي نسبة ارتفعت بشكل ملحوظ عن توقعات سابقة كانت تدور حول 75% قبل الإعلان عن بيانات التضخم الأمريكية الأخيرة.
وقد دعمت تصريحات ماري دالي رئيسة البنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو هذه التوقعات حيث جددت تأييدها لخفض الفائدة نظرا للمخاطر التي تواجه سوق العمل وتركت الباب مفتوحا أمام خفض بمقدار 25 نقطة أساس وهو ما شجع المستثمرين على زيادة رهاناتهم على هذا التوجه.
وفي سياق متصل ارتفع الطلب على الذهب بوصفه ملاذا آمنا عقب صدور حكم من محكمة استئناف أمريكية الأسبوع الماضي يقضي بعدم قانونية العديد من الرسوم الجمركية التي فرضت خلال فترة حكم ترامب مما يثير تساؤلات حول مستقبل تلك الرسوم المفروضة على واردات صينية تقدر بمئات المليارات من الدولارات. ورغم هذا الحكم أكد الممثل التجاري الأمريكي جاميسون جرير أن إدارة ترامب مستمرة في محادثاتها مع الشركاء التجاريين.
من جانبه أوضح الخبير والمحلل لأسواق الذهب طاهر مرسي أن المعدن الأصفر نجح في تصدر قائمة الأصول العالمية من حيث القيمة السوقية الإجمالية التي قفزت لتبلغ في الوقت الحالي قرابة 24 تريليون دولار.
وأضاف مرسي أن هذه القيمة الضخمة للذهب تكاد تعادل مجموع القيم السوقية لأكبر عشرة أصول مالية وشركات تليها في الترتيب العالمي وهو ما يبرز حجمه الحقيقي ومكانته الاستثنائية في عالم الاستثمار.
كما أشار إلى أن القيمة السوقية للمعدن النفيس تمثل قيمة أصل مادي حقيقي وموجود بالفعل لدى مالكيه على عكس الأسهم والأصول المالية الأخرى التي غالبا ما تكون أرقاما اسمية أكثر من كونها قيمة يمكن تحويلها إلى سيولة نقدية على أرض الواقع.
واستشهد الخبير بشركة إنفيديا التي تتجاوز قيمتها السوقية 4 تريليونات دولار موضحا أن هذه القيمة لا يمكن الحصول عليها نقدا لأن أي عملية بيع ضخمة لأسهمها قد تفضي إلى انهيار فوري في السعر وقد سبق أن فقدت الشركة أكثر من 20% من قيمتها السوقية في جلسة واحدة عقب فوز الرئيس ترامب لتمحو تريليونات الدولارات من الشاشات في دقائق معدودة.
وأكد أن الذهب يختلف كليا فهو أصل مادي له قيمة حقيقية في ذاته ولا يمكن أن يتعرض لمثل هذه الانخفاضات اليومية الحادة فلم يحدث مطلقا أن انخفض سعر الذهب بنسبة 20% في يوم واحد بل حتى نسبة 5% لم تسجل على الإطلاق.
ولفت مرسي إلى أن حساب القيمة السوقية للذهب يستند إلى الأسعار الفورية في البورصات الدولية بينما قد تزيد الأسعار الفعلية خارج هذه البورصات خاصة في الولايات المتحدة بأكثر من 200 دولار للأونصة الواحدة مما يعني أن القيمة السوقية المعلنة هي في الواقع أقل من قيمته الحقيقية بما لا يقل عن 5%.
وذكر أيضا أن التقديرات الرسمية للقيمة السوقية تشمل فقط الذهب المسجل والموثق عالميا في حين توجد احتياطيات وأرصدة ضخمة لم تدخل ضمن هذه الحسابات فضلا عن الذهب غير المسجل أو الذي يحتفظ به الأفراد بشكل غير معلن وهو ما يجعل التقييم الحقيقي لقيمة الذهب أضعاف الرقم المتداول.
وانعكاسا لهذه التطورات العالمية ارتفع سعر الذهب في مصر اليوم الثلاثاء الثاني من سبتمبر بشكل ملحوظ حيث سجلت الأعيرة المختلفة قفزة بلغت حوالي 25 جنيها للجرام الواحد.
وجاءت الأسعار الجديدة في السوق المصري كالتالي
سعر جرام الذهب عيار 24 بلغ 5389 جنيها
سعر جرام الذهب عيار 21 سجل 4715 جنيها
سعر جرام الذهب عيار 18 وصل إلى 4041 جنيها
سعر جرام الذهب عيار 14 استقر عند 3143 جنيها
سعر الجنيه الذهب سجل 37720 جنيها