
طرق فعالة للتعامل مع رفض الطفل أداء الواجب المدرسي
تواجه العديد من الأمهات تحديا يوميا مرهقا يتمثل في رفض أطفالهن أداء الواجبات المدرسية خاصة بعد عناء يوم دراسي طويل وهو ما يثير غضبهن ويؤثر سلبا على العلاقة الأسرية. وفي هذا السياق تقدم عبير محمد وهي معلمة رياض أطفال مجموعة من الإرشادات العملية لمساعدة الأمهات على الحفاظ على هدوئهن والتعامل مع الموقف بحكمة.
تشدد عبير محمد على ضرورة فهم الأسباب الحقيقية وراء رفض الطفل قبل إبداء أي رد فعل. فالأمر لا يقتصر دائما على العناد أو الكسل بل قد يكون ناتجا عن شعور الطفل بالإرهاق أو الجوع أو عدم فهمه للمادة الدراسية المطلوبة. كما أن قلة الثقة بالنفس أو الإحساس بالضغط والتوتر قد تكون عوامل رئيسية تدفعه للرفض لذا فإن سؤاله بهدوء عما يزعجه قد يكشف عن إجابات غير متوقعة.
عندما يبدأ الشعور بالغضب في التصاعد ينصح بأخذ نفس عميق والابتعاد عن الموقف للحظات. من المهم أن تذكر الأم نفسها بأنها الطرف الناضج في المعادلة وأن الطفل يحتاج إلى المساعدة لا إلى الصراخ. وبدلا من رفع الصوت أو استخدام أسلوب التهديد يجب تغيير نبرة الصوت إلى أخرى هادئة وحازمة واستخدام عبارات تفتح باب الحوار مثل أن تقولي أنا أرى أنك لا ترغب في حل الواجب الآن هل يمكننا أن نفهم السبب معا.
من الحلول العملية تنظيم وقت المذاكرة بمرونة أكبر من خلال تقسيم الواجبات الطويلة إلى أجزاء قصيرة وبسيطة يمكن إنجازها بسهولة. يمكن أيضا استخدام مؤقت لتحديد فترات قصيرة للدراسة تليها استراحة لمدة خمس دقائق. كما أن وجود روتين يومي ثابت وواضح يساهم في حل جزء كبير من المشكلة مثل تخصيص وقت محدد للمذاكرة بعد فترة راحة من المدرسة في بيئة هادئة بعيدة عن المشتتات.
تعتبر المكافآت البسيطة والتحفيز المعنوي أدوات فعالة لتشجيع الطفل على إنجاز مهامه مثل منحه ملصقا يحبه أو الثناء على مجهوده أو تخصيص وقت إضافي للعب بعد الانتهاء من الواجبات.
إن الطريقة التي يتصرف بها الأهل في أوقات التوتر تمثل درسا عمليا للطفل يتعلم من خلاله كيفية إدارة مشاعره والتعامل مع الصعوبات. فعندما يرى الطفل والديه يضبطان أعصابهما ويتعاملان مع الموقف بهدوء فإنه يكتسب هذه المهارة الحيوية بنفسه ويطبقها في حياته.