
تعد مسألة غسل البيض قبل حفظه في الثلاجة من أكثر العادات المنزلية إثارة للجدل حيث ينقسم الناس بين مؤيد ومعارض لهذه الممارسة الشائعة. وقد حسم متخصصون في علوم التغذية وسلامة الأغذية هذا الخلاف بتقديم رؤية علمية واضحة تكشف عن المخاطر المحتملة التي قد تنجم عن هذا الفعل البسيط على صحة الأسرة.
تختلف الممارسات التجارية المتعلقة بالبيض بين الدول بشكل كبير ففي معظم الدول الأوروبية يمنع منعا باتا غسل البيض قبل توزيعه في الأسواق. ويعود السبب في ذلك إلى الحرص على إبقاء الطبقة الواقية الطبيعية سليمة لأطول فترة ممكنة مما يضمن سلامة البيض وجودته. على النقيض من ذلك تقوم الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى بغسل البيض تجاريا وفق معايير صحية مشددة ثم تعمد إلى تغطيته بطبقة رقيقة من الشمع الصناعي كبديل للطبقة الطبيعية التي تمت إزالتها.
كشفت خبيرة الاقتصاد المنزلي هبة محمد أن قشرة البيض ليست مجرد غلاف صلب بل هي مغطاة بطبقة واقية طبيعية ورقيقة. هذه الطبقة التي تعرف بالكتلة تلعب دورا حيويا كحاجز دفاعي يمنع تسلل البكتيريا والميكروبات الضارة إلى داخل البيضة مما يحافظ على محتوياتها طازجة وآمنة للاستهلاك.
إن عملية غسل البيض بالماء خاصة إذا لم يتم تجفيفه فورا وبشكل كامل تؤدي إلى إزالة هذه الطبقة الواقية الحيوية. وبمجرد زوالها تصبح القشرة مسامية بشكل كبير مما يفتح الطريق أمام البكتيريا الخطيرة مثل السالمونيلا لكي تخترق القشرة وتلوث محتويات البيضة من الداخل وهو ما يمثل تهديدا مباشرا للصحة العامة.
لضمان سلامة الأسرة يوصي خبراء سلامة الغذاء باتباع إرشادات محددة عند التعامل مع البيض في المنزل. يجب تجنب غسل البيض تماما قبل تخزينه في الثلاجة والأفضل هو الاحتفاظ به في علبته الكرتونية الأصلية ووضعه على أحد رفوف الثلاجة وليس في الباب. وعند الحاجة إلى استخدامه يجب غسله مباشرة قبل الطهي باستخدام ماء جار فاتر مع ضرورة تجنب نقعه في الماء لفترات طويلة لأن ذلك يزيد من فرصة تسرب الميكروبات إلى الداخل.