
حذرت دراسات حديثة وتصريحات طبية متخصصة من أن مكواة الشعر لم تعد مجرد أداة للحصول على مظهر جذاب وأملس بل قد تكون مصدرا خفيا لمخاطر صحية جسيمة. الخطر لا يكمن في الجهاز نفسه بل في التفاعل الكيميائي الذي يحدث عند ملامسة حرارته المرتفعة لبعض منتجات العناية بالشعر.
أوضح الدكتور محمد زعرب طبيب الأنف والأذن والحنجرة أن استخدام المكواة الساخنة على شعر يحتوي على كريمات فرد أو زيوت معينة قد يؤدي إلى انبعاث أبخرة سامة. فعندما تتفاعل الحرارة العالية مع المركبات الكيميائية الموجودة في هذه المستحضرات وحتى في بعض أنواع الشامبو والبلسم ينتج عن ذلك غازات ضارة مثل الفورمالديهايد ومركبات عضوية متطايرة معروفة بتأثيرها السلبي على صحة الإنسان.
وتتعدد المخاطر الصحية المحتملة جراء استنشاق هذه الأبخرة السامة حيث يمكن أن تسبب تهيجا مباشرا في الجهاز التنفسي يؤدي إلى كحة مستمرة أو ضيق في التنفس. كما أن العينين والجلد ليسا بمنأى عن هذا الخطر فقد تؤدي الأبخرة إلى احمرار العين وتهيجها وظهور حساسية جلدية. ومع تكرار التعرض لهذه المواد في أماكن مغلقة أو سيئة التهوية تزداد احتمالية الإصابة بمشكلات صحية مزمنة وأكثر خطورة مثل الربو أو حتى بعض أنواع السرطان على المدى البعيد.
ولتجنب هذه الأضرار ينصح الخبراء باتباع مجموعة من الإرشادات الوقائية عند استخدام مكواة الشعر. من الضروري جدا تشغيل الجهاز في مكان جيد التهوية ويفضل أن يكون ذلك بالقرب من نافذة مفتوحة لضمان تجدد الهواء. كما يجب اختيار منتجات العناية بالشعر بعناية وتجنب تلك التي تحتوي على مواد كيميائية قوية كالفورمالين والكبريتات قبل تعريض الشعر للحرارة. ويفضل خفض درجة حرارة المكواة قدر المستطاع فكلما زادت الحرارة زادت كمية الأبخرة الضارة المتصاعدة. ويمكن استبدال الكريمات الكيميائية بواقيات حرارة ذات مكونات طبيعية مع محاولة تقليل عدد مرات استخدام المكواة والاعتماد على طرق تصفيف أخرى أكثر أمانا.