عاجل الحرب التجارية الثانية.. تداعيات اقتصادية عالمية بعد قرارات ترامب

عاجل الحرب التجارية الثانية.. تداعيات اقتصادية عالمية بعد قرارات ترامب

عادت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين إلى الواجهة بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض تعريفات جمركية جديدة على الواردات من كندا والمكسيك والصين وهذه الخطوة التي وصفت بأنها بداية “الحرب التجارية الثانية” جاءت في وقت حساس، حيث يسعى الاقتصاد العالمي للتعافي من تبعات التضخم وارتفاع أسعار الفائدة لذا اعتبارا من صباح الاثنين، دخلت تعريفات جمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك، و10% على الصين حيز التنفيذ، مما أدى إلى موجة من التوتر والقلق في الأسواق المالية ولم يقتصر التأثير على الدول المستهدفة فحسب، بل امتد إلى الأسواق العالمية، بما في ذلك أوروبا واليابان، حيث تراجعت مؤشرات الأسهم بشكل حاد وكما أبدى المستثمرون مخاوف من أن تشمل الإجراءات الأميركية القادمة تعريفات إضافية على السلع الأوروبية، مما قد يؤدي إلى تصعيد أوسع في النزاع التجاري بين الاقتصادات الكبرى.

تراجع الأسواق المالية والعملات

مع دخول التعريفات الجمركية حيز التنفيذ، تعرضت الأسواق لموجة بيع مكثفة حيث في الولايات المتحدة، انخفض مؤشر ناسداك 100 بنسبة 2%، متأثرا بتراجع أسهم التكنولوجيا والصناعات التي تعتمد على سلاسل التوريد من كندا والمكسيك كما كانت شركات السيارات مثل جنرال موتورز وفورد من أكبر الخاسرين، نظرا لاعتمادها على أجزاء ومكونات تصنع خارج الولايات المتحدة حيث في أوروبا، شهدت البورصات تراجعات مماثلة، حيث هبط مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 1.4%، وانخفضت أسهم شركات السيارات الألمانية مثل بي إم دبليو، فولكس فاغن، ومرسيدس بنز بمعدلات تراوحت بين 3.7% و6.5% حتى في اليابان، تراجع مؤشر نيكي بأكثر من 2%، مع خسائر كبيرة لأسهم شركات السيارات مثل تويوتا وهوندا ونيسان، وسط مخاوف من أن تفرض الولايات المتحدة تعريفات على الصادرات اليابانية مستقبلا أما في أسواق العملات، فقد ارتفع الدولار الأميركي أمام معظم العملات، بينما شهد البيزو المكسيكي والدولار الكندي انخفاضا حادا، حيث سجلا أدنى مستوياتهما في عدة سنوات. كما واصل اليوان الصيني تراجعه إلى مستويات قياسية في التعاملات الخارجية، في إشارة إلى المخاوف المتزايدة بشأن تأثير الحرب التجارية على الاقتصاد الصيني.

أسعار النفط والعملات المشفرة تحت الضغط

في مقابل تراجع الأسهم والعملات، شهدت أسعار النفط ارتفاعا ملحوظا بسبب المخاوف من اضطرابات الإمدادات حيث قفزت العقود الآجلة للخام الأميركي فوق 74 دولارا للبرميل، مدفوعة بالمخاوف من أن تؤدي الحرب التجارية إلى تباطؤ الإنتاج في بعض الدول المنتجة لذا على الجانب الآخر، تأثرت العملات المشفرة سلبا وبهذه التطورات، حيث فقدت عملة بيتكوين أكثر من 5% من قيمتها، مسجلة 95,660 دولارا، وهو أدنى مستوى لها منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع كما تراجعت إيثريوم إلى 2,593 دولارا، مما يعكس حالة القلق التي تسود الأسواق المالية العالمية.

مخاوف من تصعيد إضافي وتأثيرات طويلة الأجل

تسود حالة من الترقب في الأسواق العالمية، حيث يخشى المستثمرون أن تتسع رقعة الحرب التجارية لتشمل المزيد من الدول والقطاعات الاقتصادية وقد أشار بعض المحللين إلى أن الاتحاد الأوروبي قد يكون الهدف التالي لترامب، حيث لوح الرئيس الأميركي في تصريحات سابقة بإمكانية فرض تعريفات على السيارات والصلب والمنتجات الزراعية الأوروبية سوف في الداخل الأميركي، أظهر استطلاع رأي حديث أن 53% من الأميركيين يتوقعون تحسن الاقتصاد خلال الأشهر الستة المقبلة، وهو أعلى معدل تفاؤل منذ عام 2005 ومع ذلك، حذر خبراء الاقتصاد من أن استمرار الحرب التجارية قد يؤدي إلى زيادة التضخم، وارتفاع تكاليف الاستيراد، وتراجع معدلات النمو، مما قد يعيد الأسواق إلى حالة من عدم الاستقرار لفترة طويلة وفي الوقت نفسه، أعلنت كندا والمكسيك والصين عن إجراءات انتقامية لمواجهة التعريفات الأميركية، مما قد يزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي العالمي ويترقب المستثمرون مزيدا من التفاصيل حول المفاوضات التي قد تجريها هذه الدول مع واشنطن خلال الأيام المقبلة، على أمل التوصل إلى حلول تقلل من تداعيات الحرب التجارية على الاقتصاد العالمي