
أضرار السهر الخفية: تأثيرات مدمرة على الصحة العقلية والهرمونات
يعتاد الكثير من الناس على تأخير مواعيد نومهم سواء لإنجاز مهام عمل مؤجلة أو للشعور بزيادة التركيز خلال ساعات الليل الهادئة أو حتى للاستمتاع بالوسائل الترفيهية المختلفة إلا أن هذه العادة الشائعة تخفي وراءها تداعيات صحية خطيرة تتجاوز مجرد الشعور بالتعب في اليوم التالي وتؤثر بشكل مباشر على وظائف الجسم الحيوية.
يؤثر السهر بشكل مباشر وعميق على التوازن الهرموني الدقيق في الجسم فالنوم يلعب دورا محوريا في تنظيم إفراز هرمونات حيوية مثل الميلاتونين المسؤول عن تنظيم دورات النوم والاستيقاظ والكورتيزول هرمون التوتر. وعندما يختل هذا النظام بسبب قلة النوم فإن الجسم يعاني من خلل قد يمتد تأثيره ليشمل هرمونات النمو والتكاثر مما يهدد الصحة العامة على المدى الطويل ويؤثر سلبا على وظائف الأعضاء.
لا تقتصر الأضرار على الجانب الجسدي فحسب بل تمتد لتشمل الصحة العقلية بشكل كبير حيث يرتبط السهر بزيادة مستويات التوتر والقلق وقد يصل الأمر إلى الإصابة بالاكتئاب. إن قلة النوم تضعف قدرة الدماغ على معالجة المشاعر والتحكم فيها مما يجعل الفرد أكثر عرضة للتقلبات المزاجية ويصعب عليه مواجهة ضغوط الحياة اليومية وهذا يخلق حلقة مفرغة فالقلق يمنع النوم والنوم القليل يزيد من حدة القلق والتوتر.
تتعدد المخاطر الجسدية المترتبة على عدم الحصول على قسط كاف من الراحة ليلا حيث يعاني الشخص من صعوبة في التركيز خلال النهار ويصبح جهازه المناعي أضعف وأكثر عرضة للأمراض. وعلى المدى البعيد تزداد احتمالية الإصابة بحالات مرضية خطيرة تشمل أمراض المعدة ومشاكل انخفاض ضغط الدم بالإضافة إلى رفع مخاطر التعرض لأزمات قلبية وسكتات دماغية وهي حالات قد تكون مميتة وتؤدي إلى الوفاة.