
يُعرف بروز عظمة إصبع القدم الكبير باسم الوكعة وهو تشوه شائع يظهر على هيئة نتوء عظمي بارز في قاعدة الإصبع الأكبر من جهة جانب القدم. يتشكل هذا البروز عند المفصل المشطي السلامي الأول حيث يتسبب انحراف إصبع القدم الكبير باتجاه الأصابع الأخرى في إزاحة المفصل نحو الخارج مما يؤدي إلى ظهوره بشكل واضح ومؤلم في كثير من الأحيان.
تلعب العوامل الوراثية دورًا أساسيًا في ظهور هذه الحالة فالأشخاص الذين يرثون بنية هيكلية معينة في عظام أو مفاصل القدم يكونون أكثر عرضة للإصابة. وتتفاقم المشكلة أو تزداد فرصة حدوثها بفعل عوامل خارجية متعددة يأتي في مقدمتها ارتداء الأحذية غير المناسبة خاصة ذات الكعب العالي أو المقدمة المدببة التي تضغط على الأصابع. كما أن الإصابات المباشرة في القدم والأنشطة الرياضية التي تضع ضغطًا مستمرًا على المفصل مثل رقص الباليه أو كرة القدم أو الجري تساهم في تطور الوكعة. ولا يمكن إغفال دور الحالات الطبية الأخرى مثل التهاب المفاصل الذي يزيد من احتمالية حدوث هذا التشوه.
ينشأ تشوه الوكعة نتيجة لخلل في توزيع الضغط على مفاصل وأوتار القدم. هذا الضغط المستمر يدفع قمة الإصبع الأكبر تدريجيًا نحو الإصبع المجاور له. ونتيجة لهذه الإزاحة المستمرة يبرز المفصل الموجود في قاعدة الإصبع إلى الخارج مكونًا ذلك النتوء العظمي المميز. ومع مرور الوقت وإذا لم يتم التعامل مع الأسباب المؤدية للحالة يزداد حجم هذا البروز بشكل ملحوظ ويصاحب هذا التطور زيادة في الالتهاب والألم مما يجعل ارتداء الأحذية والمشي أمرًا صعبًا ومزعجًا.
عندما يتم تشخيص الحالة في مراحلها المبكرة يركز الأطباء على مجموعة من الإجراءات غير الجراحية التي تهدف بشكل أساسي إلى تخفيف الأعراض وإبطاء تفاقم المشكلة وليس علاج التشوه العظمي نفسه. تشمل هذه الإجراءات التحول إلى ارتداء أحذية واسعة ومريحة توفر مساحة كافية للأصابع وتقلل من الاحتكاك بالبروز. وقد يوصى باستخدام وسائد أو بطانات خاصة داخل الحذاء لحماية المنطقة المصابة. كما أن استخدام أجهزة تقويم العظام المخصصة للقدم يساعد على تحسين ميكانيكية القدم وتوزيع الضغط بشكل صحيح. وقد ينصح الطبيب بتجنب الأنشطة التي تزيد من الضغط على الإصبع الكبير وتثبيته ليلًا باستخدام جبيرة خاصة للحفاظ على وضعيته. وللتعامل مع الألم والالتهاب يمكن اللجوء إلى الأدوية المضادة للالتهاب أو الحقن الموضعية في المفصل.
على الرغم من فعالية الإجراءات التحفظية في إدارة الأعراض إلا أنها لا تعالج السبب الجذري للوكعة وهو التشوه العظمي الذي لا يختفي من تلقاء نفسه. لذلك عندما يصبح البروز كبيرًا جدًا والألم شديدًا لدرجة تعيق القدرة على المشي وأداء الأنشطة اليومية يصبح التدخل الجراحي هو الحل الأمثل. تهدف الجراحة إلى إعادة المفصل إلى مكانه الطبيعي وتصحيح زاوية ميل إصبع القدم الكبير واستعادة وظيفته السليمة.