
يعاني الكثيرون من نوبات صداع متكررة قد لا يجدون لها تفسيراً واضحاً متجاهلين أن مصدر هذا الألم قد يكمن في الفك وتحديداً في أضراس العقل. هذه الأضراس التي تظهر في مرحلة متأخرة قد تكون السبب الرئيسي وراء آلام الرأس الشديدة نتيجة لموقعها الحساس في مؤخرة الفم وهي منطقة غنية بالأعصاب والعضلات المتصلة بالرأس.
أشار خبراء إلى أن واحدة من أبرز المشكلات الصحية المرتبطة بأضراس العقل هي حالة الانطمار. تحدث هذه الحالة عندما يفشل الضرس في البزوغ بشكل طبيعي وصحيح حيث يبقى محتجزاً كلياً أو جزئياً تحت أنسجة اللثة. قد ينمو الضرس المنطمر بزاوية مائلة أو أفقية مما يولد ضغطاً مستمراً على الأسنان المجاورة وعظام الفك والأعصاب المحيطة وهي حالة شائعة تصيب ما يقارب تسعين بالمئة من الأشخاص وتؤدي إلى صداع مزمن.
حتى في حال بزوغها الطبيعي فإن عملية ظهور أضراس العقل التي تبدأ عادة بين عمر السابعة عشر والخامسة والعشرين لا تخلو من المتاعب. إن اختراق الضرس لأنسجة اللثة يسبب التهاباً موضعياً وتورماً وهذا الالتهاب بدوره يرسل إشارات ألم عبر الأعصاب المتصلة بالرأس مسبباً شعوراً بالصداع المزعج.
وبسبب موقعها في آخر الفم يصبح تنظيف أضراس العقل مهمة صعبة للغاية مما يجعلها أكثر عرضة لمشكلات نظافة الفم. هذا الإهمال غير المقصود في التنظيف يمهد الطريق لتراكم البكتيريا ونمو التسوس أو الإصابة بأمراض اللثة وكلا الحالتين يمكن أن تتطور إلى مصدر للألم المستمر الذي ينتقل تأثيره ليظهر على هيئة صداع.
وفي بعض الحالات الأكثر تعقيداً قد تتكون أكياس مملوءة بالسوائل حول تاج ضرس العقل الذي لم يظهر بعد. هذه الأكياس قد تسبب ألماً في الفك وتزيد من خطر الإصابة بالعدوى ويمكن للضغط الناتج عنها أن يسبب ما يعرف بالصداع المحال حيث يشعر المريض بالألم في رأسه رغم أن المشكلة الأساسية تتركز في الفك ويتطلب علاجها غالباً تدخلاً جراحياً لإزالة الكيس والضرس معاً.