
شهدت الأسواق العالمية اليوم الخميس الرابع من سبتمبر 2025 قفزة تاريخية في أسعار الذهب حيث حلقت الأونصة مقتربة من مستوى 3600 دولار في ارتفاع هو الأعلى على الإطلاق. يأتي هذا الصعود الكبير للمعدن الأصفر بالتزامن مع حالة من الاستقرار النسبي في أسعار الذهب داخل الأسواق المصرية وفقا لآخر تحديثات الأسعار التي سجلت فيها الأونصة عالميا 3565 دولارا.
وعلى الصعيد المحلي سجل سعر الذهب في مصر اليوم استقرارا حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 5514 جنيها بينما وصل سعر جرام عيار 21 الأكثر تداولا إلى 4825 جنيها. وسجل سعر جرام عيار 18 قيمة 4136 جنيها أما عيار 14 فبلغ 3217 جنيها في حين وصل سعر الجنيه الذهب إلى 38600 جنيه. وتتأثر حركة أسعار الذهب في السوق المصرية بعوامل متعددة تشمل سعر الأونصة العالمي بالإضافة إلى آليات العرض والطلب المحلية مما يؤدي إلى تحركات سعرية يومية قد تصل إلى 30 جنيها صعودا وهبوطا.
ويرجع المحللون هذا الارتفاع القياسي في المقام الأول إلى التوقعات المتزايدة بأن يتجه البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل هذا الشهر. وتظهر العقود الآجلة لأسعار الفائدة الأمريكية احتمالية تصل إلى 92% لقرار الخفض بمقدار 25 نقطة أساس وهو ما عزز جاذبية الذهب كأصل لا يدر عائدا.
وتتغذى حالة عدم اليقين في الأسواق أيضا على التوترات السياسية والتجارية داخل الولايات المتحدة فقد أعلنت إدارة الرئيس دونالد ترامب أنها ستسعى للحصول على حكم عاجل من المحكمة العليا بخصوص الرسوم الجمركية التي اعتبرتها محكمة استئناف غير قانونية مما يفتح الباب أمام اضطرابات تجارية محتملة. يضاف إلى ذلك الضغوط المستمرة التي يمارسها الرئيس الأمريكي على البنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة والتي وصلت إلى حد التلويح بإقالة رئيس البنك جيروم باول ومحاولة إبعاد العضوة ليزا كوك.
هذه المحاولات للتدخل في استقلالية السياسة النقدية الأمريكية أثارت قلق المستثمرين بشكل واضح ودفعتهم للانحياز نحو الذهب كملاذ آمن. وقد أسهم هذا الإقبال الكبير في تزايد الزخم الصعودي الذي مكن المعدن الثمين من اختراق حاجز 3500 دولار التاريخي للأونصة هذا الأسبوع فيما تترقب الأسواق صدور بيانات تقرير الوظائف الأمريكي لتحديد مسار الفائدة المستقبلي.
وفي ظاهرة لافتة تعكس حجم المخاوف السائدة شهدت جلسات التداول ارتفاعا متزامنا لكل من الذهب والدولار الأمريكي على الرغم من العلاقة العكسية التقليدية بينهما. ويأتي ارتفاع الدولار مدفوعا بعمليات بيع في أسواق السندات العالمية التي تشهد ارتفاعا في عوائدها وسط قلق متزايد بشأن مستويات الديون في الاقتصادات المتقدمة. ويشير إقبال المستثمرين على الدولار والذهب معا إلى بحثهم عن أي استثمار آمن في ظل هذه الظروف.