
يمثل ارتفاع الكوليسترول تحديا صحيا كبيرا في المجتمعات الحديثة نظرا لانتشاره الواسع والمخاطر الجسيمة التي تترتب على إهماله حيث يؤدي تراكم هذه المادة الدهنية في الدم إلى مضاعفات خطيرة قد تصل إلى انسداد الشرايين والإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية المفاجئة.
تساهم العديد من العادات اليومية وأنماط الحياة غير الصحية في زيادة مستويات الكوليسترول الضار في الجسم ومن أبرز هذه العوامل الإفراط في تناول الأطعمة المشبعة بالدهون وقلة النشاط البدني واتباع نمط حياة خامل فضلا عن زيادة الوزن أو السمنة كما أن التدخين واستهلاك المشروبات الكحولية يلعبان دورا مباشرا في تفاقم المشكلة.
هناك أيضا مجموعة من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بارتفاع الكوليسترول ولا يمكن التحكم بها بشكل مباشر فالتقدم في العمر وتجاوز الخمسين عاما يرفع من المخاطر وكذلك يعتبر الرجال أكثر عرضة للإصابة مقارنة بالنساء قبل انقطاع الطمث وتلعب الوراثة والتاريخ العائلي دورا محوريا في تحديد قابلية الشخص للإصابة بالإضافة إلى بعض الأصول العرقية مثل المنحدرين من جنوب آسيا أو أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
يمكن التحكم في مستويات الكوليسترول وخفضها عبر إجراء تغييرات جوهرية في نمط الحياة ويأتي على رأسها اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يعتمد على تقليل الدهون وزيادة الألياف إلى جانب الالتزام بممارسة التمارين الرياضية بانتظام وفي بعض الحالات قد لا تكون هذه التغييرات كافية وحدها حيث يحتاج بعض الأفراد إلى تناول أدوية مخصصة يصفها الطبيب للمساعدة في السيطرة على مستويات الكوليسترول.
من أخطر جوانب ارتفاع الكوليسترول أنه لا يظهر أي أعراض واضحة في مراحله المبكرة أو عند وجود نسب بسيطة منه في الدم ولذلك يطلق عليه أحيانا القاتل الصامت وهذا يؤكد على أهمية إجراء الفحوصات الطبية الدورية وتحاليل الدم للكشف المبكر عنه قبل أن يتسبب في انسداد الأوعية الدموية وحدوث مضاعفات صحية لا يمكن تداركها.