الشيخ المهنا يحذر من ذنوب بسيطة يستهين بها الناس وتكون سبباً للهلاك

الشيخ المهنا يحذر من ذنوب بسيطة يستهين بها الناس وتكون سبباً للهلاك
الشيخ المهنا يحذر من ذنوب بسيطة يستهين بها الناس وتكون سبباً للهلاك

حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ خالد المهنا من أن يجد الإنسان نفسه مفلسا يوم القيامة على الرغم من كثرة عباداته من صلاة وصيام وزكاة وأعمال خير حيث أكد فضيلته أن التعدي على حقوق الآخرين وظلمهم قد يبدد أجر تلك الطاعات ويجعل صاحبها من الخاسرين.

وأشار فضيلته إلى أن الهلاك قد يأتي بسبب التهاون ببعض الذنوب التي قد تبدو صغيرة في عين صاحبها لكنها تهوي به إلى طريق الضياع والانحراف وتكون سببا في إبطال أعماله الصالحة مستشهدا بالحديث النبوي عن المفلس الذي يأتي بحسنات كالجبال لكنه يأتي وقد اعتدى على هذا وشتم ذاك وأخذ مال غيره وسفك دم آخر فيتم توزيع حسناته على خصومه فإن نفدت حسناته قبل أن يوفي ما عليه من حقوق أخذ من سيئاتهم ثم طرحت عليه وطرح في النار.

وبيّن الشيخ المهنا أن من تمام نعمة الله على البشرية أنه شرع لهم أحكاما عادلة تهذب نفوسهم وتصلح أحوالهم وتقيم بينهم موازين الرحمة والعدل ولولا هذا التشريع الإلهي لانقاد الناس لأهوائهم وغرائزهم الطبيعية في حب جلب المنافع ودفع المضار وهو طبع في الإنسان والحيوان مما كان سيؤدي إلى ذهاب الرحمة والتعاطف وبغي الناس بعضهم على بعض.

وشدد على أن أصول المظالم التي يجب على كل مسلم الحذر منها قد أوضحتها النصوص الشرعية وهي ثلاثة الدماء والأموال والأعراض وقد أكد النبي عليه الصلاة والسلام على حرمتها في خطبته الجامعة يوم النحر حينما أعلن أن دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم حرام عليهم كحرمة ذلك اليوم وذلك الشهر وذلك البلد.

وضرب فضيلته أمثلة لأبشع صور الظلم التي توعد الله فاعلها بالعقاب الشديد ومنها الحلف كذبا لاقتطاع حق امرئ مسلم وأكل أموال الناس بالباطل من خلال الغش في البيع والشراء كإخفاء عيوب السلع أو الكذب في أوصافها كما حذر بشدة من أكل أموال اليتامى بغير وجه حق وهو ظلم عظيم توعد الله صاحبه بأن ما يأكله إنما هو نار في بطنه وسيصلى سعيرا.

ونوه إلى أن الله جل جلاله أمر عباده بالعدل وحثهم عليه وجعله من أعظم العبادات التي يتقربون بها إليه وفي المقابل حرم الظلم بكل أشكاله وصوره وتوعد الظالمين بعذاب أليم موضحا أن من رحمته بعباده أنه بين لهم ما يحفظ ثواب أعمالهم وما يبطلها كي يجتنبوه لقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم.

ودعا الشيخ المهنا كل من كانت عليه مظلمة لأخيه أن يسارع إلى رد الحقوق والتحلل منها في الحياة الدنيا قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون حيث لا يكون هناك دينار ولا درهم وإنما تكون المقاصة بالحسنات والسيئات فمن كانت له حسنات أخذ منها لخصومه ومن لم تكن له حسنات طرحت عليه من سيئاتهم.

وأكد إمام وخطيب المسجد النبوي أن كف الأذى عن الناس يعد من أعظم القربات إلى الله وهو حق أصيل لكل مسلم على أخيه وبه ينال العبد منزلة رفيعة مستدلا بحديث النبي حين سئل عن خير الناس فقال رجل يجاهد بنفسه وماله ورجل في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره.