
في تصريح مستفز وجريء، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إخراج الفلسطينيين من قطاع غزة، قائلا: “إذا كنتم تهتمون بالفلسطينيين، فدعوهم يغادرون غزة” وجاء هذا التصريح في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، ما أثار غضبا عربيا ودوليا واسعا، حيث فسر على أنه محاولة جديدة لتهجير الفلسطينيين قسرا وتكرار لسيناريوهات التهجير التي شهدتها القضية الفلسطينية منذ نكبة 1948 وتزامنت هذه التصريحات مع تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، حيث يواجه السكان حصارا مشددا وقصفا مستمرا أدى إلى سقوط آلاف الضحايا المدنيين، ما زاد من حدة التوتر الإقليمي والدولي.
تصريحات تزيد من التوتر الإقليمي
ينظر إلى تصريحات نتنياهو على أنها تصعيد خطير، إذ تأتي في وقت تتعرض فيه غزة لهجمات مكثفة وحصار خانق، ما يجعل دعوته بمثابة تلميح واضح لسياسة تهجير ممنهجة ويرى مراقبون أن هذه التصريحات لا تعكس فقط سياسة إسرائيل المتشددة تجاه الفلسطينيين، بل تظهر نية واضحة لفرض تغيير ديموغرافي في القطاع، وهو ما يتنافى مع القوانين والمواثيق الدولية.
ردود فعل عربية ودولية غاضبة
أثارت تصريحات نتنياهو ردود فعل واسعة، حيث استنكرت السلطة الفلسطينية والدول العربية هذه الدعوة، معتبرين إياها جزءا من مشروع إسرائيلي لطمس الهوية الفلسطينية كما أصدرت الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بيانات تدين فيها هذا التصريح، مؤكدة أن إجبار الفلسطينيين على مغادرة وطنهم يعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي.
أهداف سياسية وراء التصعيد الإسرائيلي
يرى محللون أن تصريحات نتنياهو ليست مجرد زلة لسان، بل جزء من استراتيجية مدروسة لصرف الأنظار عن أزماته الداخلية، لا سيما في ظل تزايد الانتقادات الدولية للعدوان الإسرائيلي على غزة كما يسعى نتنياهو إلى كسب دعم اليمين المتطرف في إسرائيل عبر تبني مواقف أكثر تشددا تجاه الفلسطينيين، حتى وإن أدى ذلك إلى مزيد من التوتر والتصعيد في المنطقة.