
تستعد سماء المملكة العربية السعودية والعديد من الدول العربية والعالمية لاستقبال ظاهرة فلكية مميزة يوم غد الأحد حيث سيحدث خسوف كلي للقمر يمكن مشاهدته بالعين المجردة. ويغطي هذا الحدث مناطق شاسعة تشمل معظم قارات آسيا وأستراليا بالإضافة إلى أجزاء من أوروبا وأفريقيا مما يتيح لعدد كبير من سكان الكوكب فرصة متابعته.
وفقًا لخبراء فلكيين يتميز هذا الخسوف بمدته الطويلة بشكل لافت حيث تصل مدة مراحله الكاملة إلى حوالي خمس ساعات وسبع وعشرين دقيقة. وتستمر مرحلة الخسوف الكلي وحدها لاثنين وثمانين دقيقة مما يجعلها الأطول من نوعها منذ عام 2018 ويمنح هذا الحدث أهمية علمية خاصة للباحثين والمهتمين بدراسة الغلاف الجوي للأرض.
يحدث الخسوف القمري الكلي نتيجة اصطفاف الشمس والأرض والقمر على خط مستقيم واحد بشكل دقيق. وخلال هذا الاصطفاف يعبر القمر بالكامل من خلال الجزء الأكثر ظلمة من ظل الأرض والمعروف فلكيًا باسم الظل. ويزيد من تميز هذه الظاهرة تزامنها مع اقتراب القمر من نقطة الحضيض وهي أقرب مسافة له من كوكبنا مما سيجعل حجمه الظاهري أكبر بنسبة تقارب 3.2% عن المعتاد.
ستكون جميع مراحل الخسوف متزامنة التوقيت في كافة أنحاء المملكة. تبدأ الظاهرة بدخول القمر منطقة شبه الظل الأرضي عند الساعة السادسة وثماني وعشرين دقيقة مساءً. وفي هذه المرحلة الأولية يخفت ضوء القمر بشكل طفيف جدًا يصعب تمييزه بالعين المجردة ولا يتضح إلا عبر الأجهزة الرصدية المتخصصة.
يلي ذلك بداية الحدث الرئيسي وهو الخسوف الجزئي في تمام الساعة السابعة وسبع وعشرين دقيقة مساءً. وهنا يبدأ القمر بالدخول في منطقة الظل الأساسية للأرض ويفقد لمعانه بشكل تدريجي وملحوظ. وتتيح هذه المرحلة للمراقبين فرصة رؤية ظل الأرض المقوس على سطح القمر وهو دليل بصري قديم استخدمه الفلاسفة والعلماء لإثبات كروية كوكبنا.
وعند الساعة الثامنة وثلاثين دقيقة مساءً تبدأ مرحلة الخسوف الكلي حيث يغطس القمر بالكامل في ظل الأرض. وخلال الدقائق الأولى من هذه المرحلة يمكن للمراقبين باستخدام المناظير أو التلسكوبات الصغيرة رصد ظاهرة بصرية نادرة تتمثل في ظهور لون أخضر يميل إلى الزرقة على حافة القمر. وينتج هذا اللون عن مرور ضوء الشمس عبر طبقة الأوزون العليا في الغلاف الجوي للأرض والتي تمتص الضوء الأحمر وتسمح بمرور الضوء الأزرق.
ثم تنتهي مرحلة الخسوف الكلي عند الساعة التاسعة وأربع وخمسين دقيقة مساءً لتبدأ بعدها المرحلة الثانية من الخسوف الجزئي. ويستمر القمر في الخروج من ظل الأرض تدريجيًا حتى يستعيد كامل استدارته المضيئة بحلول الساعة العاشرة وست وخمسين دقيقة مساءً.