شهدت أسواق المعادن الثمينة قفزة تاريخية في أسعار الذهب الفوري الذي ارتفع بنسبة تقارب 0.9% ليصل سعر الأونصة إلى 3577.33 دولاراً كما سجلت الأسعار مستوى قياسياً جديداً هو الأعلى على الإطلاق عند 3582.71 دولاراً محققة بذلك أفضل أداء أسبوعي لها منذ شهر يونيو بارتفاع بلغت نسبته 3.7% وهو ما انعكس مباشرة على السوق المصرية بزيادة قدرها 70 جنيهاً في سعر الجرام.
وتتزايد الضغوط التي تمارسها الإدارة الأمريكية على البنك الاحتياطي الفيدرالي بهدف خفض أسعار الفائدة وقد وصلت هذه الضغوط إلى حد تلويح الرئيس دونالد ترامب بإقالة رئيس البنك جيروم باول ومحاولته مؤخراً إقصاء ليزا كوك عضوة البنك وهو ما يضع استقلالية المؤسسة المالية الأهم في اختبار قانوني حاسم لقدرتها على العمل بعيداً عن أي تدخل سياسي مباشر.
وتعمقت حالة الغموض في الأسواق المالية وزادت التوترات التجارية المحتملة بعد أن أعلنت الإدارة الأمريكية عن نيتها مطالبة المحكمة العليا بالنظر بشكل عاجل في قرار أصدرته محكمة استئناف الأسبوع الماضي بعدم قانونية بعض الرسوم الجمركية حيث يرى محللون أن قرار المحكمة العليا قد يغير المشهد الاقتصادي الكلي بشكل جذري إذا جاء مخالفاً لتوجهات الإدارة الحالية.
وقد أدت هذه العوامل مجتمعة إلى زيادة كبيرة في الطلب على الذهب باعتباره ملاذاً آمناً خلال الفترة الأخيرة وهو ما وفر الزخم الكافي لاختراق المستوى التاريخي البالغ 3500 دولار للأونصة خاصة مع ترقب المستثمرين لصدور بيانات تقرير الوظائف الأمريكي الذي سيلعب دوراً محورياً في تحديد توقعاتهم حول مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية.
وعلى صعيد آخر تسود الأسواق حالة من العزوف عن المخاطرة تجلت بوضوح في ارتفاع عوائد السندات العالمية وسط مخاوف متزايدة بشأن تصاعد مستويات الديون في الدول المتقدمة كما أدت عمليات بيع السندات العالمية إلى تعزيز قوة الدولار الأمريكي الذي وصل إلى أعلى مستوى له في أسبوع واحد أمام سلة من العملات الرئيسية.
ويتأثر سعر الذهب في مصر بشكل مباشر بهذه المتغيرات العالمية إلى جانب عوامل العرض والطلب المحلية مما يجعله يتحرك صعودا وهبوطا بفوارق سعرية قد تصل إلى 30 جنيهاً وقد سجلت الأسعار اليومية في السوق المصرية لعيار 24 نحو 5566 جنيهاً للجرام ووصل سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 4870 جنيهاً بينما بلغ سعر عيار 18 قيمة 4174 جنيهاً أما عيار 14 فقد سجل 3247 جنيهاً في حين وصل سعر الجنيه الذهب إلى 38960 جنيهاً.
