
عاد الحديث مجددا حول رغبة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في ضم جزيرة جرينلاند إلى الولايات المتحدة، لكن هذه المرة بمقترح غير تقليدي حيث ترددت أنباء عن اقتراح ترامب مقايضة ولاية كاليفورنيا مقابل جرينلاند، وهو ما أثار ضجة واسعة في الأوساط السياسية والاقتصادية وهذا المقترح يعيد للأذهان محاولات واشنطن السابقة للاستحواذ على الجزيرة التي تعتبر من أهم المواقع الاستراتيجية في القطب الشمالي، خاصة مع تزايد الاهتمام العالمي بالمنطقة نظرا لثرواتها الطبيعية وموقعها الحيوي.
الموقف الدنماركي من المقترح
على الرغم من الرفض القاطع الذي أبدته الدنمارك سابقا لبيع جرينلاند، إلا أن مصادر سياسية دنماركية أشارت إلى أن هناك إمكانية للنقاش، ولكن بشروط صارمة حيث تشمل هذه الشروط ضمان سيادة جرينلاند وحماية حقوق سكانها الأصليين، بالإضافة إلى تقديم حوافز اقتصادية ضخمة يمكن أن تعزز الاقتصاد الدنماركي كما أكدت الحكومة الدنماركية أن أي قرار يتعلق بمستقبل الجزيرة يجب أن يتم بموافقة سكانها.
الأهمية الاستراتيجية لجرينلاند
تعد جرينلاند أكبر جزيرة في العالم، وهي ذات أهمية استراتيجية بالغة نظرا لموقعها الجغرافي القريب من القطب الشمالي كما تحتوي على كميات هائلة من المعادن النادرة والموارد الطبيعية التي تجعلها محل اهتمام القوى الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين وروسيا وإلى جانب ذلك، تعتبر الجزيرة موقعا مهما للمراقبة العسكرية والبحوث البيئية، مما يجعلها هدفا رئيسيا في المنافسة الجيوسياسية العالمية.
ردود فعل أمريكية متباينة
أثار اقتراح ترامب موجة من الجدل داخل الولايات المتحدة، حيث يرى البعض أن التخلي عن كاليفورنيا، التي تعد من أكبر الولايات الاقتصادية وأكثرها سكانا، سيكون بمثابة خسارة كبيرة للبلاد وفي المقابل، هناك من يرى أن امتلاك جرينلاند سيوفر للولايات المتحدة مزايا جيوسياسية واقتصادية هائلة، لا سيما في ظل تنامي الاهتمام بالقطب الشمالي كمركز جديد للتجارة والطاقة.
المستقبل المحتمل للصفقة
حتى الآن، لا توجد مؤشرات واضحة على أن هذا المقترح سيتم تنفيذه، خاصة مع المعارضة الكبيرة له من مختلف الأطراف ومع ذلك، فإن مجرد طرح فكرة مقايضة الأراضي بهذا الشكل يعكس مدى الاهتمام المتزايد بالقطب الشمالي وثرواته، وهو ما قد يؤدي إلى تحولات كبيرة في السياسة الدولية خلال السنوات القادمة.