شهدت أسعار الذهب العالمية قفزة تاريخية حيث تجاوز سعر الأونصة حاجز 3578 دولارا في التداولات الفورية مسجلة بذلك رقما قياسيا جديدا يأتي هذا الارتفاع الكبير الذي بلغ نحو 35% منذ بداية العام مدفوعا بمجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية التي عززت من جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن للمستثمرين حول العالم.
تتصدر الضغوط السياسية على البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قائمة الأسباب الرئيسية وراء هذا الصعود إذ تثير المحاولات المستمرة للرئيس دونالد ترامب للتدخل في سياسات البنك مخاوف جدية بشأن استقلاليته وتتضمن هذه الضغوط دعواته العلنية لخفض أسعار الفائدة ومناقشته إمكانية إقالة رئيس البنك جيروم باول بالإضافة إلى محاولته استبعاد عضوة البنك ليزا كوك وهو ما يعتبر اختبارا حاسما لقدرة المؤسسة المالية على العمل دون أي تأثير سياسي مباشر.
هذا الوضع دفع المستثمرين إلى التحوط باللجوء للذهب مما خلق زخما صاعدا قويا في أسعاره ويزيد من تعقيد المشهد حالة العزوف عن المخاطرة التي تسود الأسواق المالية العالمية والتي تتجلى في ارتفاع عوائد السندات بسبب القلق المتزايد من مستويات الديون المرتفعة في الاقتصادات المتقدمة كما أدت عمليات بيع السندات إلى تعزيز قوة الدولار الأمريكي الذي وصل لأعلى مستوياته في أسبوع مقابل سلة العملات الرئيسية.
محليا استقرت أسعار الذهب في مصر بعد أن شهدت ارتفاعا ملحوظا في التعاملات الصباحية بقيمة تصل إلى 70 جنيها لكافة الأعيرة المتداولة وجاء هذا الارتفاع المحلي انعكاسا للزيادة في سعر الذهب العالمي الذي نما بنسبة 3.7% خلال أسبوع واحد وتتأثر السوق المصرية بشكل مباشر بهذه التحركات العالمية إلى جانب عوامل العرض والطلب الداخلية التي تسبب تقلبات سعرية يومية قد تصل إلى 30 جنيها صعودا وهبوطا.
وقد سجلت أسعار الذهب في الأسواق المصرية المستويات التالية حيث بلغ سعر جرام الذهب من عيار 24 نحو 5566 جنيها ووصل سعر جرام عيار 21 الأكثر انتشارا إلى 4870 جنيها بينما سجل سعر جرام عيار 18 قيمة 4174 جنيها وبلغ سعر جرام عيار 14 حوالي 3247 جنيها في حين وصلت قيمة الجنيه الذهب إلى 38960 جنيها.
