
أثار مرض جدري القرود اهتماما صحيا عالميا واسع النطاق بعد أن دفع الجهات الصحية الدولية لإعلان حالة طوارئ لمواجهته قبل أن يتم التراجع عن هذا الإجراء لاحقا مع تراجع أعداد الإصابات. هذا المرض الفيروسي المعدي يتسبب في ظهور أعراض مميزة تشمل طفحا جلديا وعلامات شبيهة بالإنفلونزا وقد سجل انتشارا عالميا في الفترة الأخيرة.
تحدث العدوى بجدري القرود بشكل أساسي عبر الاتصال الوثيق والمباشر مع شخص يحمل الفيروس. ويشمل ذلك ملامسة سوائل الجسم أو القروح أو القشور المتكونة على جلد المصاب بشكل مباشر. كما يمكن أن ينتقل الفيروس من خلال الرذاذ التنفسي الذي يخرج أثناء الحديث أو السعال عن قرب. وتعتبر الممارسات التي تتطلب تقاربا جسديا كبيرا مثل العناق أو التقبيل أو العلاقة الحميمة من طرق الانتقال الشائعة.
لا تقتصر طرق انتقال الفيروس على الاتصال المباشر فقط بل يمكن أن ينتشر أيضا عند لمس أشياء تلوثت حديثا بسوائل المريض مثل الملابس وأغطية الأسرة. تاريخيا انتقل المرض إلى البشر عن طريق الحيوانات المصابة. ويحدث هذا الانتقال من خلال التعرض لخدوش أو عضات من حيوان حامل للفيروس أو عبر التعامل مع لحوم الحيوانات المصابة أو منتجاتها أثناء الإعداد أو الأكل أو ملامسة دمائها وسوائلها بشكل مباشر.
ينتمي الفيروس المسبب لجدري القرود إلى نفس العائلة الفيروسية التي ينتمي إليها فيروس الجدري المعروف ولكنه يسبب أعراضا أقل حدة ونادرا ما تكون قاتلة. وقد تم تحديد سلالتين رئيسيتين من الفيروس تتوطنان في القارة الأفريقية إحداهما في وسط أفريقيا والأخرى في غربها. وترتبط موجة الانتشار العالمية التي شهدها العالم مؤخرا بالسلالة الغرب أفريقية التي تعرف بأنها تسبب مرضا أقل خطورة مقارنة بالسلالة الأخرى.