يعد نقص فيتامين ب12 من الحالات الصحية الخطيرة التي قد تتسلل إلى الجسم بصمت مسببة أضرارا بالغة دون أن يدرك الشخص حقيقة ما يعانيه حيث يمكن أن تتفاقم الأعراض تدريجيا لتصل إلى مرحلة تهدد الحياة إذا لم يتم تشخيصها ومعالجتها في الوقت المناسب.
تظهر تداعيات هذا النقص بوضوح على الجهاز العصبي حيث يشكو المصابون من أعراض مقلقة في الأطراف مثل الشعور بالوخز أو الحرقان في اليدين والقدمين بالإضافة إلى الإحساس بالتنميل وضعف العضلات وقد تصل المشكلة إلى صعوبة في المشي والحفاظ على التوازن كما أن الصداع المستمر يعد علامة شائعة لهذا النقص.
لا تقتصر تأثيرات نقص فيتامين ب12 على الجانب الجسدي بل تمتد لتشمل الوظائف الدماغية والصحة العقلية إذ يعاني الكثيرون من صعوبات في التركيز وضعف في الذاكرة وهي أعراض تزداد ملاحظتها لدى كبار السن ويعود الارتباط بين نقص الفيتامين والاكتئاب إلى دوره المحوري في الحفاظ على سلامة الجهاز العصبي ووظائفه الحيوية مما يؤثر بشكل مباشر على الصحة العقلية والمزاج العام.
ويواجه مرضى السكري الذين يعتمدون على دواء ميتفورمين تحديا إضافيا إذ يصبحون أكثر عرضة لنقص هذا الفيتامين لأن الدواء قد يقلل من قدرة الجسم على امتصاصه مما يفاقم من مشاكل الاعتلال العصبي السكري لديهم كما يمتد تأثير النقص ليشمل الجهاز الهضمي فيتسبب في اضطرابات مثل الإمساك أو الإسهال والشعور المستمر بالغثيان وتكون الغازات وهي أعراض تصيب الكبار والصغار على حد سواء.
ومن العلامات الجسدية الأخرى التي قد تنذر بوجود المشكلة التهابات الفم واللسان وفقدان الشهية وشحوب لون البشرة الذي يدل على ظهور أعراض فقر الدم بالإضافة إلى الإحساس العام بالضعف والتعب الشديد كما قد يشعر المصاب بخفقان في القلب وضيق في التنفس عند بذل مجهود بسيط.
تعتمد استراتيجية العلاج على درجة النقص التي يحددها الطبيب ففي الحالات البسيطة يمكن تعويض الفيتامين عبر تناول الأطعمة الغنية به بشكل طبيعي بينما قد تتطلب الحالات المتوسطة اللجوء إلى المكملات الغذائية أما في حالات النقص الشديد فيكون الحل الأمثل هو حقن فيتامين ب12 التي يصفها الطبيب المختص لضمان وصوله إلى الجسم بسرعة وفعالية.
