
في محاولة لكشف الغموض الذي يحيط بملامح الفراعنة أعلن فريق دولي عن نجاحه في إعادة بناء وجه الملك إخناتون والد توت عنخ آمون باستخدام تقنيات متطورة. وجاءت الصورة النهائية مفاجئة للجميع حيث أظهرت شابا بملامح واقعية تختلف جذريا عن النقوش والتماثيل المعروفة للملك المثير للجدل.
ويستند هذا التصور ثلاثي الأبعاد على جمجمة المومياء المعروفة برقم KV-55 والتي يحيط بهويتها جدل علمي واسع. فبينما يرجح كثير من علماء المصريات أنها تعود بالفعل إلى إخناتون يشكك آخرون في هذا الأمر مقترحين أنها قد تخص فردا آخر من العائلة الملكية في الأسرة الثامنة عشرة مما يضيف طبقة من الغموض على هذا الكشف.
ولتحقيق هذه النتيجة الدقيقة لجأ الباحثون إلى طريقة مانشستر وهي تقنية جنائية معتمدة في الطب الشرعي. وتقوم هذه الطريقة على بناء طبقات الوجه التشريحية بالترتيب بدءا من هيكل الجمجمة ثم إضافة العضلات والأنسجة الرخوة وأخيرا طبقة الجلد الخارجية لإظهار الشكل الحقيقي لصاحبها.
تعمد الفريق العلمي تجنب إضافة أي عناصر تجميلية كالشعر أو الحلي الملكية بهدف التركيز كليا على الملامح التشريحية الأصلية. وقد كشف النموذج المعاد بناؤه عن وجه شاب بعينين لوزيتين وفك بارز وهو ما يقدم تصورا علميا بحتا يبتعد عن الصور المثالية التي خلدتها الفنون المصرية القديمة للفرعون.
وشارك في هذا المشروع البارز خبراء من مركز أبحاث إيطالي متخصص بالتعاون مع مصمم برازيلي يعد من أبرز الخبراء في مجال إعادة بناء الوجوه. ويفتح هذا الإنجاز الباب أمام المزيد من الدراسات التي توظف التكنولوجيا الحديثة لإعادة إحياء ملامح شخصيات حضارة عظيمة لا تزال أسرارها تدهش العالم.