
يمثل المشي ركنا أساسيا في نمط الحياة الصحي وتتعدد فوائده لتشمل تحسين عمليات الأيض بالجسم وتقليل احتمالية الإصابة بأمراض القلب بالإضافة إلى دوره المثبت في دعم الصحة العقلية والنفسية إلا أن الاعتقاد الشائع بأنه مجرد تمرين بسيط لا يتطلب سوى تحريك الساقين قد يحول دون تحقيق هذه الفوائد.
قد يؤدي الوضع السيئ للجسم أثناء المشي إلى مضاعفات جسدية غير مرغوبة فالمشي ليس مجرد تمرين للساقين بل هو نشاط يشارك فيه الجسم بأكمله فعلى سبيل المثال يؤدي المشي مع الانشغال بالهاتف والنظر إلى الشاشة إلى الشعور بالإرهاق سريعا بسبب وضعية الجسم المترهلة حيث يسبب إبقاء الرأس منخفضا ضغطا على الرقبة والعمود الفقري وتشير دراسات متخصصة إلى أن وضعية الجسم السيئة تؤثر سلبا على الحالة المزاجية وجودة النوم لذا يجب الحفاظ على استقامة العمود الفقري دون انحناء مفرط للأمام أو للخلف.
يغفل الكثيرون عن أهمية الإحماء قبل البدء في المشي رغم أن الجسم يحتاج إلى بعض التحضير لتجنب الإصابات المحتملة والإجهاد العضلي ويؤكد خبراء الصحة أن تخصيص ثلاث دقائق فقط لإحماء الجسم بشكل عام يمكن أن يمنع مخاطر الإصابات ويساهم في جعل التمرين أكثر فاعلية وكفاءة.
يعد الإفراط في مد الساقين أثناء المشي أو ما يعرف بالخطوات الواسعة أحد العوامل التي قد تؤدي إلى إصابات خطيرة فهذه الممارسة تزيد من خطر إجهاد المفاصل والعضلات ويمكن تجنب ذلك بسهولة عن طريق اتخاذ خطوات ذات طول طبيعي بدلا من السعي لتغطية مسافة أطول فجوهر المشي لا يكمن في المسافة المقطوعة بكل خطوة بل في الحفاظ على حركة الجسم الطبيعية والصحية.
اختيار الحذاء المناسب قد يشكل فارقا حقيقيا في تجربة المشي فكما هو الحال في أي نشاط بدني تلعب المعدات المناسبة دورا حيويا في تحقيق أداء أفضل والمشي بأحذية غير ملائمة قد يسبب آلاما في القدم ومشاكل في العمود الفقري وقد يصل الأمر إلى التسبب في تشوهات جسدية مع مرور الوقت وتظهر الأبحاث أن الأحذية الجيدة تقلل من مخاطر الإصابة بالحالات الشائعة مثل التهاب الأنسجة والأوتار في القدم وعند اختيار الحذاء يجب التأكد من وجود توسيد داخلي ناعم لتخفيف الضغط على القدمين وتغطية كاملة للكعب لمنع انزلاق القدم وتوفير مساحة كافية لأصابع القدمين للتنفس بحرية.
يسبب ضعف ترطيب الجسم الشعور بالدوار بعد المشي فتناول كميات كافية من الماء ضروري للحفاظ على وظائف الجسم الحيوية وخلال النشاط البدني يفقد الجسم الماء والأملاح المعدنية عن طريق التعرق لذا يصبح البقاء رطبا أمرا بالغ الأهمية لأداء الجسم ويتطلب المشي أيضا حصة كافية من الماء وإهمال ذلك قد يسبب الدوخة وانخفاض مستويات الطاقة والصداع وبدون ترطيب كاف ترتفع فرص الإصابة بضربة الشمس ويضعف الجهاز المناعي ويساعد استهلاك الماء قبل وأثناء وبعد المشي على إبقاء الجسم رطبا مع ضرورة زيادة الكمية في الأيام الحارة والرطبة.