
كشفت دراسة حديثة عن نتائج قد تغير طرق علاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن مشيرة إلى أن التدخل الجراحي قد يكون خيارا أكثر فعالية من الاعتماد على المضادات الحيوية لفترات طويلة. هذه الدراسة تلقي الضوء على جدوى العلاجات المتبعة حاليا وتفتح الباب أمام نقاش جديد حول أفضل السبل للتعامل مع هذه الحالة المزعجة والمستمرة.
أجرت جامعة إيست أنجليا البريطانية بحثا شمل أكثر من خمسمئة مريض يعانون من التهاب الجيوب الأنفية المزمن. تلقى جميع المشاركين علاجا أساسيا يتكون من بخاخ أنفي يحتوي على الكورتيزون مع غسولات ملحية ثم تم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات. خضعت مجموعة لجراحة جيوب أنفية محدودة التدخل بينما تلقت مجموعة أخرى مضاد الكلاريثروميسين الحيوي وتناولت المجموعة الثالثة دواء وهميا.
بعد متابعة استمرت ستة أشهر قام الباحثون بتقييم النتائج حيث أظهرت الجراحة فاعلية ملحوظة في تخفيف الأعراض. وأفاد سبعة وثمانون بالمئة من المرضى الذين خضعوا للجراحة بتحسن كبير في جودة حياتهم. في المقابل لم يظهر العلاج بجرعات منخفضة من المضاد الحيوي لمدة ثلاثة أشهر أي فائدة تذكر مقارنة بالمرضى الذين تناولوا الدواء الوهمي.
يؤدي التهاب الجيوب الأنفية المزمن إلى تورم والتهاب في تجاويف الأنف والرأس وتتشابه أعراضه مع نزلة البرد الشديدة لكنها تستمر لأشهر طويلة أو حتى لسنوات. يعاني المصابون عادة من احتقان أنفي مستمر وصعوبة في التنفس عن طريق الأنف. قد يشعرون أيضا بضغط أو ألم في الوجه مع تدهور أو فقدان كامل لحاسة الشم بالإضافة إلى الإرهاق والتعب وتفاقم مشاكل التنفس مثل الربو.
للتخفيف من حدة الأعراض ينصح الخبراء باستنشاق بخار الماء الدافئ للمساعدة على فتح الممرات الأنفية واستخدام محلول ملحي لترطيبها وتقليل الاحتقان. كما يجب الحرص على شرب السوائل الدافئة والحصول على قسط كاف من الراحة لتعزيز الشفاء وتجنب التعرض للدخان والروائح القوية التي تزيد من الالتهاب. ويمكن اللجوء إلى مسكنات الألم أو مضادات الاحتقان بعد استشارة الطبيب.
تشمل طرق الوقاية من التهاب الجيوب الأنفية تجنب التعرض للمواد المسببة للحساسية كالغبار والدخان والروائح النفاذة. ويعد غسل اليدين بانتظام أمرا ضروريا لمنع انتقال الفيروسات والبكتيريا المسببة للعدوى. كما أن الحفاظ على صحة الجهاز التنفسي عبر نظام غذائي صحي ونوم كاف يقوي المناعة ويعالج نزلات البرد بسرعة لتقليل خطر تطورها إلى التهاب في الجيوب.