
مؤشرات صحية مقلقة.. كل ما تريد معرفته عن ارتفاع إنزيمات الكبد وأساليب التعامل معه
يشكل ارتفاع مستويات إنزيمات الكبد في الدم إشارة تحذيرية قد تنبئ بوجود التهاب أو ضرر يلحق بخلايا هذا العضو الحيوي. ورغم أن هذه الحالة لا تصنف كمرض مستقل بذاتها إلا أنها تعتبر مؤشرا مهما على وجود مشكلة صحية كامنة تستدعي الانتباه والمتابعة لتفادي تفاقم الوضع الصحي العام. يقوم الكبد بإنتاج بروتينات عديدة تسمى الإنزيمات ومن أهمها ألانين ترانساميناز واختصاره ALT وأسبارتات ترانساميناز واختصاره AST وعندما تتضرر خلايا الكبد فإنها تطلق كميات زائدة من هذه الإنزيمات في مجرى الدم مما يظهر بوضوح في نتائج التحاليل المخبرية.
تتعدد العوامل التي قد تؤدي إلى هذه الحالة ومن أبرزها مرض الكبد الدهني الذي ينتج عن تراكم الدهون في خلايا الكبد. كما تلعب العدوى الفيروسية مثل التهاب الكبد بأنواعه A وB وC دورا رئيسيا في إتلاف خلايا الكبد وزيادة إنزيماته. ولا يمكن إغفال تأثير بعض الأدوية التي يتم تناولها حيث يمكن أن تسبب إجهادا للكبد. ويعد الإفراط في استهلاك المشروبات الكحولية أحد الأسباب المباشرة والشائعة لتلف الكبد. كذلك ترتبط السمنة ومرض السكري وأمراض المناعة الذاتية التي يهاجم فيها الجسم خلاياه بارتفاع مستويات هذه الإنزيمات فضلا عن أن الإجهاد البدني المفرط أو الصيام لفترات طويلة قد يؤثر مؤقتا على نتائج التحاليل.
لخفض مستويات الإنزيمات المرتفعة ودعم صحة الكبد ينصح الخبراء باتباع مجموعة من الإرشادات العملية والفعالة. يأتي في مقدمة هذه الإرشادات الامتناع التام عن تناول الكحوليات حيث إن أقل كمية منها قد تزيد العبء على الكبد المجهد بالفعل. كما أن تبني نظام غذائي صحي ومتوازن يعد خطوة أساسية ويشمل هذا النظام الإكثار من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون مع الاعتماد على الدهون الصحية مثل تلك الموجودة في زيت الزيتون والمكسرات وتجنب الأطعمة المقلية والسكريات المصنعة والأطعمة الغنية بالدهون المشبعة.
إن إنقاص الوزن بشكل تدريجي لمن يعانون من السمنة يمكن أن يحدث فارقا كبيرا في صحة الكبد ويقلل من الالتهاب. فقدان نسبة تتراوح بين 5 إلى 10 بالمئة من وزن الجسم الإجمالي يظهر نتائج إيجابية ملحوظة. وتكتمل هذه المنظومة بممارسة الرياضة بانتظام حيث تساعد التمارين المعتدلة كالمشي لمدة ثلاثين دقيقة يوميا على تحسين حساسية الأنسولين وتقليل تراكم الدهون على الكبد. ولا يجب نسيان أهمية شرب كميات وافرة من الماء لدوره في مساعدة الجسم على طرد السموم وتخفيف الحمل عن الكبد.
من الضروري أيضا توخي الحذر الشديد عند التعامل مع الأدوية والمكملات الغذائية. يجب تجنب تناول أي دواء دون استشارة طبية خاصة المسكنات مثل الباراسيتامول عند تجاوز الجرعات الموصى بها. كما يجب الابتعاد عن المكملات العشبية مجهولة المصدر وغير الموثوقة لأن بعضها قد يكون له تأثير ضار على الكبد حتى لو تم الترويج لها على أنها طبيعية. وتعد المتابعة الدورية من خلال إجراء تحاليل الدم بانتظام أمرا حيويا لمراقبة مستويات إنزيمات الكبد وتقييم مدى استجابة الجسم للتغييرات في نمط الحياة.
تصبح استشارة الطبيب المختص ضرورة ملحة في حال استمرار ارتفاع الإنزيمات لفترة طويلة أو إذا ترافقت مع أعراض معينة مثل اصفرار الجلد والعينين المعروف باليرقان أو الشعور بغثيان وقيء مستمر. ومن العلامات الأخرى التي تستدعي الرعاية الطبية الفورية الشعور بالإرهاق والتعب الشديد أو وجود آلام مستمرة في الجزء العلوي الأيمن من البطن حيث يقع الكبد. فالتشخيص الدقيق للحالة هو السبيل لوضع خطة علاجية مناسبة وفعالة.