يبرز مرض جدري القرود كأحد التحديات الصحية التي تتطلب وعيا كبيرا بأعراضه المتنوعة لتفادي المضاعفات الخطيرة المحتملة التي قد تنجم عن تأخر التشخيص والعلاج. إن القدرة على التمييز بين علاماته الأولية وغيرها من الأمراض الشائعة تعد خطوة حاسمة في السيطرة على العدوى والبدء في الرعاية الطبية المناسبة في وقت مبكر.
يمثل الطفح الجلدي العلامة الأكثر تمييزا للعدوى الفيروسية حيث يمكن أن يظهر على شكل بثور أو تقرحات جلدية في مناطق مختلفة من الجسم. وتشمل الأماكن الشائعة لظهوره الوجه واليدين والقدمين وأحيانا داخل الفم أو في المناطق التناسلية والشرجية. ولا يظهر هذا الطفح بالكثافة نفسها لدى جميع المرضى فبينما يعاني البعض من انتشاره على مساحات واسعة من الجلد قد يقتصر لدى آخرين على عدد قليل من البثور المنعزلة.
تتضمن الأعراض الشائعة الأخرى التي قد تظهر على المصابين شعورا عاما بالإعياء والتعب الشديد بالإضافة إلى آلام في العضلات وصداع مستمر. وكثيرا ما يصاحب هذه العلامات ارتفاع في درجة حرارة الجسم أو الحمى التي قد تترافق مع قشعريرة والشعور بالبرد كما يعد تضخم الغدد الليمفاوية أحد المؤشرات المهمة التي تلفت الانتباه إلى احتمالية الإصابة بالمرض.
من المهم ملاحظة أن ترتيب ظهور الأعراض وتكوينها يختلف من شخص لآخر فلا يتبع المرض نمطا ثابتا. قد يعاني بعض الأفراد من أعراض شبيهة بالإنفلونزا أولا ثم يظهر الطفح الجلدي بعد بضعة أيام. وفي حالات أخرى قد يكون الطفح الجلدي هو أول علامة تظهر على الإطلاق دون أن تسبقه أي أعراض أخرى مثل الحمى أو الصداع بل إن بعض المصابين قد لا يعانون من أي طفح جلدي على الإطلاق.
