عبدالله الربيعة.. قصة الشغف وراء أيقونة العمل الإنساني السعودي والعطاء المتجدد

عبدالله الربيعة.. قصة الشغف وراء أيقونة العمل الإنساني السعودي والعطاء المتجدد
عبدالله الربيعة.. قصة الشغف وراء أيقونة العمل الإنساني السعودي والعطاء المتجدد

يمثل الدكتور عبدالله الربيعة قصة نجاح سعودية فريدة حيث ارتبط اسمه على مدى عقود بأعقد العمليات الجراحية في العالم وهي فصل التوائم السيامية ليتحول اليوم إلى رمز للعطاء الإنساني العالمي من خلال قيادته لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي امتدت أياديه البيضاء إلى مختلف قارات العالم لمساعدة المحتاجين.

بعد مسيرة حافلة في الطب تولى الربيعة في عام 2015 مهمة الإشراف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ليقود من خلاله جهودا إغاثية ضخمة وصلت لأكثر من مئة دولة حول العالم. وتنوعت المشاريع الإنسانية التي تجاوزت الآلاف لتشمل توفير الغذاء والدواء والرعاية الصحية ودعم قطاعات التعليم وإيواء النازحين واللاجئين. وقد تميزت هذه الجهود بكونها إنسانية بحتة لا تميز بين عرق أو دين مما أكسب المركز ثقة المجتمع الدولي وجعله أحد أهم الأذرع الإنسانية عالميا ويعكس رؤية المملكة في خدمة البشرية.

اشتهر الدكتور الربيعة عالميا بصفته رائدا في مجال جراحات فصل التوائم السيامية حيث قاد مع فريقه الطبي المتخصص في مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالحرس الوطني ما يزيد على 120 عملية فصل ناجحة لتوائم من جنسيات مختلفة. هذه العمليات المعقدة التي كانت تستغرق ساعات طويلة وتتطلب مشاركة عشرات الأطباء والمختصين حولت السعودية إلى وجهة عالمية ومرجع أساسي في هذا التخصص الطبي الدقيق والنادر.

ولد الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة في عام 1954 وأنهى دراسته في كلية الطب بجامعة الملك سعود عام 1979 لينتقل بعدها إلى كندا لاستكمال دراساته التخصصية العليا في مجال جراحة الأطفال. وبعد عودته إلى المملكة تقلد مناصب قيادية رفيعة من بينها منصب وزير الصحة بين عامي 2009 و2014 كما عمل مستشارا في الديوان الملكي قبل أن يواصل مسيرة عطائه في موقعه الحالي.

لم يقتصر إسهام الربيعة على الجانب العملي فقط بل امتد ليشمل الجانب الأكاديمي حيث قدم العديد من المؤلفات والأبحاث العلمية المتخصصة وألقى محاضرات قيمة في مؤتمرات دولية مما ساهم في نقل خبراته وتدريب أجيال جديدة من الأطباء السعوديين. إن خبرته لم تكن مجرد إنجاز شخصي بل كانت عاملا مهما في تطوير المنظومة الصحية السعودية وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية.

حصل الدكتور الربيعة على العديد من الأوسمة والجوائز تقديرا لجهوده كما نال إشادات واسعة من منظمات دولية وأممية اعترفت بالدور الريادي الذي تلعبه السعودية كواحدة من أكبر الدول المانحة في مجال العمل الإنساني. وعلى المستوى الوطني يعد الربيعة نموذجا ملهما يجسد التفوق المهني والالتزام الإنساني العميق.

إن مسيرة عبدالله الربيعة تمثل رحلة عطاء متجددة انتقلت من دقة مشرط الجراح داخل غرف العمليات إلى شمولية قوافل الإغاثة التي تجوب العالم لتصل إلى كل محتاج. لقد صنع الطبيب السعودي مسيرة استثنائية جعلت من اسمه مرادفا للعمل الإنساني السعودي الذي يتخطى كل الحدود الجغرافية والثقافية.